اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر اليمامة أمس على تصاميم وحدات مشروعات الإسكان التي أمر بإنشائها في جميع مناطق المملكة والبالغ عددها 500 ألف وحدة سكنية. وشاهد مجسمات وخرائط لمشروعات الفيلات والشقق السكنية واستمع إلى شرح من وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي عن مساحاتها ومواصفاتها وتكلفة إنشاء كل وحدة منها. كما شاهد أنموذجا لمشروعات الوحدات السكنية التي كانت قد شرعت في تنفيذها الهيئة العامة للإسكان والبالغ عددها 15 ألف وحدة سكنية موزعة على 35 مشروعا في مختلف مناطق المملكة، وستستلم وزارة الإسكان باكورة هذه المشاريع قريبا بعد الانتهاء من تنفيذها. وأعرب عن شكره لوزير الإسكان والعاملين معه على تنفيذ هذه المشروعات، مؤكدا أهمية الحرص على سرعة وجودة تنفيذ هذه المشروعات وأنه سيتابع شخصيا مراحل تنفيذها أولا بأول، داعيا الله أن تتحقق الفائدة المرجوة منها لصالح الوطن والمواطن. عقب ذلك، تفضل خادم الحرمين الشريفين بالتوقيع لاعتماد التصاميم الأولية لوحدات مشروعات الإسكان بمناطق المملكة كافة. من جانبهم، أكد عقاريون أن قرار وزارة الإسكان ببناء الوحدات السكنية بطريقة البناء العمودي سيعزز ثقافة الاقتصاد خاصة أن الفئة العظمى من الشباب وأسرهم محدودة العدد. وأكد رئيس مجلس إدارة شركة السعيدان العقارية إبراهيم بن سعيدان أن من الأفضل التوجه إلى البناء العمودي لتعزيز ثقافة الاقتصاد إذ إن الوحدات السكنية العمودية التي هي عبارة عن فيلا سكنية تحتاج إلى نفقات أكثر قد يعجز عنها الشباب خاصة محدودي الدخل. مشيرا إلى أن الوزارة فضلت ذلك لعامل اقتصادي، ولغرض تشجيع الجيل القادم على ثقافة التوفير والاقتصاد، مبينا في الوقت نفسه أن الشاب يمكنه الانتقال في المستقبل إلى مسكن أوسع، لكن لا يفضل اللجوء إلى مثل هذه الحطوة إلا بعد أن تكون لديه قدرة مالية وعدد مناسب من أفراد الأسرة. واعتبر رئيس اللجنة العقارية في مجلس الغرف السعودية حمد الشويعر أن بناء الشقق السكنية بشكل عمودي جزء من خطة الوزارة خاصة في ظروف البناء التي تتطلب السرعة في التنفيذ، بالتالي فإن البناء العمودي يحقق الهدف المنشود في سرعة التنفيذ. كما أن بعض المساحات التي استلمتها الوزارة لا تزال أراضي خاما ما يجعل تطويرها بحاجة إلى مزيد من الوقت، مشيرا إلى أن العائلة السعودية لا تفضل بأية حال من الأحوال الشقق السكنية الضيقة، وهو ما سيتم تداركه في هذه المشاريع التي يتوقع أن تكون فسيحة، ملمحا إلى أنه من المتوقع أن يكون نظام البناء في المراحل المقبلة على شكل وحدات سكنية أفقية، داعيا الشباب إلى الاستفادة من الوحدات السكنية التي تطرحها الوزارة للخروج من أزمة السكن وارتفاع أسعار الإيجارات وهو التوجه الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين ويدعمه. وتوقع نائب رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية محمد الدوسري ألا تنخفض أسعار العقار حتى بعد بناء الوحدات السكنية، موضحا أن أسعار العقار على الأقل خلال الثلاث سنوات المقبلة لن تتراجع، بسبب الطلب المتزايد عليها عاما بعد آخر، وأضاف: «الوحدات السكنية مطلب ضروري للشباب، وهناك شريحة كبيرة منهم تصل إلى 75 % هم بحاجة إليها لأنهم لا يملكون أراضي». وأوضح الدوسري أن التوسع العمودي في الوحدات السكنية يوفر كثيرا من المصروفات بعكس التوسع الأفقي الذي يكلف الكثير من بنية تحتية وطرق وخدمات وغيرها، وأوضح أن بعض ممن ستشملهم هذه الوحدات ستكون بالنسبة لهم مرحلة انتقالية حتى يستطيعون تكوين أنفسهم ومن ثم بناء منزل خاص وفق مواصفات ومتطلبات خاصة .