إن ما ظهر على سطح المشهد الرياضي السعودي في «التسجيل» الذي قام به اللاعب جابر العامري حارس مرمى نجران على اللاعب تركي الثقفي فيما تم تسميته «مجازا» رشوة، لا أريد أن ألقي التهم جزافا، وذلك للتواطؤ في مباراة نجران مع الوحدة؛ فقد تابعت ردود الأفعال ومن خلالها رصدت التباين الكبير في ردود الأفعال إعلاميا والتي من خلالها يستطيع المتابع معرفة الخلفية «الأخلاقية» لكل من تطرق لهذه القضية، فمنهم على سبيل المثال من رفض ذلك الفعل جملة وتفصيلا كمبدأ أخلاقي! ولم يؤكد أو ينفي أو يشكك في هذه التهمة، وآخر ذهب إلى الإيحاء بأنك قد تستطيع يا جابر العامري ستر عورة أخيك تركي الثقفي والاكتفاء بنهره وتوبيخه ونصحه! أما أغرب شريحة فهي التي أوحت «بخطأ» جابر العامري، وكيف يقوم بفضح زميله وصديقه؟ وهذه دلالة على أن هذه «الشريحة» تقدم الصداقة على كل مبدأ، فمثل هذه «الشريحة» قد تتواطأ وقد تخون، وقد تخفي حقيقة، وقد تشهد زورا وبهتانا، من أجل «صداقة»، غير مراعية لأي وازع ديني يفترض أن يكون هو الدافع لكل أفعالنا وأقوالنا، عموما القضية منظورة ولكنها تدفعنا لطرح بعض التساؤلات المحيرة؛ فقد سمعنا أن العامري قد تم تحويل مبلغ عشرين ألف ريال في حسابه، ومع ذلك طالعنا تصريح للثقفي يقول إنها مجرد مزحة! «يا ليت عندي أصدقاء يمزحون مثلك يا تركي»! مقابل ذلك هل العامري ورئيس النادي استغلا موضوع المكالمة لتبرير الهزيمة بالخماسية أمام الجماهير.. وخاصة في طريقة تسجيل الأهداف «التافهة» التي ولجت مرمى الجابري والتي تدل على ضعف إمكانياته في حراسة المرمى؟ والأهم هل التسجيل كامل ولم يحصل له مونتاج «بحذف» موافقة الجابري؟ إذ طالما أنه رفض «التواطؤ»، كما يدعي في تصاريحه، لماذا يتم تحويل المبلغ في حسابه؟! إذ من المنطقي لو أراد تركي الثقفي أن يظفر بالمال جميعه.. ألا يقوم بتحويل أي مبلغ مالي في حساب الجابري؟!.. فهناك حلقات مفقودة. «نقطة من أول السطر» هذا لا يعني أني أقر ما قد حصل إن «ثبت» ولكن هناك أمورا يجب عدم إغفالها، بل إدخالها من ضمن الظروف المحيطة بالحادثة.