من هذا الشخص الذي أصبح مخيفا.. مرعبا؟.. إنه المشاهد الكريم.. نعم إنه الجمهور.. أصبح مخيفا، كيف؟ ولماذا؟ زمان كان الممثل والمنتج يحقن ما يشاء في أعين المشاهدين، وآذانهم والجميع يصفق له معجبا، حتى لو كان هذا العمل مليئا بالأخطاء الفنية والموضوعية والتربوية. أما الآن فالوضع قد تغير؛ فالمشاهد أصبح واعيا فاهما كل ما يظهر على الشاشة، أصبح ناقدا لكل العيوب التي يشاهدها، يقيم بكل موضوعية وحرفية جميع الأعمال الفنية. إذن الحذر الحذر يا منتجون.. يا ممثلون.. يا مخرجون.. يا كتاب؛ فالمشاهد الكريم صار «يخوف». نعم صار «يخوف»؛ لأن المشاهد أصبح ناقدا للنقاد، أصبح محللا لكل عناصر العمل الفني من إخراج وتأليف وتمثيل وإضاءة وصوت وجرافيك وغير ذلك.. وحتى مراقبة الراكور، فالحذر كل الحذر يا مؤسسات الإنتاج. الهمسة الأخرى للممثلين الكوميديين.. أخبركم بأننا في هذا الزمن أصبح رصيد كل واحد من الضحكات قليلا.. وصار الفرد في هذا الزمن يقنن ضحكته، ويعرف متى يصرفها، فقد انتهى زمن القهقهة، فهناك أصوات تدعو إلى ترشيد الضحك؛ لأنه أصبح قليلا. لذا.. فإنني أطلب، ومن خلال هذا المقال، من كل أخ ممثل كوميدي أن يعرف كيف ينتزع هذه الضحكة، وأن يكون ذكيا في انتزاعها. أرجو أن تبقى هذه الضحكة ملكا للمثل المحلي. «ملاحظة» كلمة «المحلي» بفتح الميم، وفتح الحاء، وتشديد اللام.. وليس «المحلي» بكسر الميم وتسكين الحاء وكسر اللام. الهمسة الثالثة للمؤلفين، وأنا أصغرهم وأقلهم خبرة: توخوا الحذر والأقلام في أيديكم وأنتم تكتبون؛ لأن هناك أقلاما ناقدة في أيدي غيركم.