الرياض، الدمام، القصيم. شمس وطلال المالكي ونصار القوسي وأحمد الفراج ضربت موجة من الغبار، أمس، الرياضوالشرقيةوالقصيم بشكل أدى إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية بشكل كبير، وتعطيل الدراسة في بعض المناطق، إضافة إلى تأجيل بعض الرحلات الجوية، فيما أكدت وزارة الصحة جاهزية مرافقها الصحية لاستقبال الحالات الطارئة معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة وخاصة مناطق الوسطى والشرقية، حيث اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض الربو. وكانت المديرية العامة للدفاع المدني أطلقت تحذيرا عبر أجهزة الهاتف الجوال، أمس، من تأثر الرؤية الأفقية بسبب موجة الغبار المتوقعة التي تصل إلى حد شبه انعدام في الرؤية على منطقة الرياض، حيث يبدأ تأثيرها من الأجزاء الشمالية. وفي الشرقية أكد المتحدث الرسمي للشؤون الصحية سامي السليمان أن مستشفيات المنطقة استقبلت، أمس، 420 طفلا بسبب موجة الغبار، مشيرا إلى أن هناك تحسنا ملحوظا في الالتزام بالإرشادات والتوعية الصحية وهو ما أدى إلى تراجع أعداد المراجعين تدريجيا. إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي في مرور المنطقة المقدم المهندس علي الزهراني بأن الموجة لم تؤد إلى وقوع أي حوادث مرتبطة بالغبار. وفي القصيم أدت موجة الغبار إلى تعليق الإدارة العامة للتربية والتعليم الدراسة، أمس، حفاظا على صحة الطلاب من الأجواء الترابية التي غطت سماء المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى، حيث أبدى مديرو ومديرات المدارس تفاعلا سريعا من تلك الأجواء واستخدموا الصلاحيات الممنوحة لهم دون الرجوع للإدارة. من جانب آخر استنفر عدد من القطاعات الحكومية كل أطقمها لمواجهة الحالات الطارئة، حيث انتشرت سيارات المرور في الشوارع لمباشرة الحوادث المرورية وتحسبا لتعطل الإشارات المرورية، فيما باشرت الأمانة حوادث سقوط الأشجار واللوحات الإعلانية في الشوارع. كما تسببت موجة الغبار في تأجيل عدد من الرحلات الجوية بمطار القصيم الإقليمي وإعادة جدولتها مرة أخرى، فيما تعطلت الرحلات البرية. أما المديرية العامة للشؤون الصحية فدعمت كل أقسام الطوارئ في مستشفيات المنطقة بعدد وافر من الأطباء والممرضين لمواجهة تزايد أعداد المراجعين من مرضى الجهاز التنفسي والحساسية. من جهة أخرى باشرت إدارة الدفاع المدني بمدينة بريدة، أمس الأول، السبت الماضي عددا من حوادث الاحتجاز وسقوط الأشجار بسبب الظروف المناخية التي تمر بها منطقة القصيم. وقال الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الرائد إبراهيم أباالخيل إن مركز القيادة والسيطرة في بريدة تلقى عددا من البلاغات تم التعامل معها وفق ما يقتضيه الموقف، مشيرا إلى أن الإدارة باشرت 19 حادثا منها حالات احتجاز سيارات بمناطق طينية أو رملية وسقوط بعض الأشجار واللوحات الإعلانية على السيارات. كما باشرت سقوط أجزاء من أسوار بعض المنازل، مشيرا إلى عدم حدوث أي إصابات بشرية من جراء تلك الحوادث. إلى ذلك أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد عبدالسلام ل«شمس» إن الغبار يخلق شعورا بالخوف لما يسببه من أجواء مظلمة قد تصيب بعض الأشخاص -لمن لديهم قابلية للمرض- بما يعرف ب«الاكتئاب الموسمي»، وهو مرض ينتشر كثيرا في الدول الأوروبية التي تغيب عنها الشمس أغلب فترات العام. وحول سبل العلاج والحماية من ذلك أشار الدكتور محمد إلى أن الطب النفسي يعالج ذلك بتعريض المريض لدرجة عالية جدا من الإضاءة البيضاء لمدة 45 دقيقة في اليوم على مدار أسبوعين، داعيا الموظفين الذين يضطرون للعمل في هذه الأجواء إلى إضاءة أنوار مكاتبهم بدرجة عالية للحماية من ذلك العرض الصحي .