في ظل الاحتفال الأسطوري الذي شهدته العاصمة البريطانية الجمعة السابقة، والحشود التي قدمت من مشارق الأرض ومغاربها لمشاركة العروسين ذلك الحدث التاريخي الذي تناثر صدى عطره المكان والزمان على حد سواء، فتقلد الصدارة في قوائم الأخبار واحتل الصفحات الأولى بلا منازع في الصحف والمجلات العالمية. وبعد أن أشار الجميع بالبنان إلى ذلك الأمير الذي يحمل من أمه الأميرة الراحلة الشبه في ملامح وجهه، ومن قلبه الحب والوفاء حتى بعد الممات. وفارسته الشامخة التي طالت اللقب الأميري فجذبت إليها الأنظار والأخبار. تلك الفارسة اليافعة التي شابهت أمه فكانت الأقرب إلى قلبه وعقله دون نزاع، وكم تمنى ذلك الابن البار أن تكون أمه الراحلة موجودة بين تلك الحشود حتى تشاطره أسعد أيام حياته، ولحظة زفافه إلى من اختارها أميرة لقلبه. ولكن ماذا لو كانت تلك الأميرة الراحلة حاضرة لهذا الاحتفال الكبير بالروح والجسد معا؟ ماذا لو كان ذلك الحادث المقصود أخطأ الهدف ولم ينل مطلبه؟ ماذا لو كانت تلك الأميرة الراحلة لا تزال على تلك العلاقة التي لم يباركها التاج الملكي البريطاني؟ ماذا لو كانت الأميرة الراحلة أنجبت للأمير إخوانا وأخوات يعتنقون دين الإسلام؟ هل يا ترى سيكون هذا الحفل الكبير وسنوات العمر الطويل كفيلة للأسرة المالكة البريطانية لكي تغفر للأميرة الراحلة ذنبها الذي لا يغتفر؟ وتمنحها حق العيش كما تشاء لمجرد أنها إنسانة وتستحق الحياة؟ وهل فكرت العروس الشابة أن الاقتران بالأسرة المالكة بقدر ما يحمل لها من الحظ الوفير إلا أنه في جوفه الكثير من المخاوف والشكوك، فالعائلة المالكة البريطانية لا ترحم من يرتكب الأخطاء في حقها أو حتى في حق نفسه التي لم تعد ملكه، فالارتباط بهذه العائلة وتقلد لقب أميرة كربطة عنق لا تتخلص منها مدى الحياة، وهذه الربطة إما أن تكون وسام شرف أو خانقة قاتلة كمصير الأميرة الراحلة. إن الاقتران بهذه العائلة البريطانية كثيرا ما يذكرني بالزواج الكاثوليكي الذي لا يسمح بخيار الانفصال أبدا، فماذا لو طالبت الأميرة الشابة يوما بالانفصال هل سيكون مصيرها مثل تلك التي شابهتها في جذب الأضواء؟!