في أحد مساجد مركز إشراف وسط جدة، يجتهد معلم شاب في إيصال رسالة هامة عبر تحفيظ الناشئة القرآن. كثيرون قد لا يعرفونه، وربما لم يسمعوا به من قبل، حتى في المنطقة المحيطة بموقع ذلك المسجد «عاصم بن ثابت»، إلا أن أطفالا صغارا في أعمار يانعة، وأولياء أمورهم، يعرفون من هو المعلم يوسف خدا بخش «31 عاما»، الذي يعمل بالمراكز الصباحية والمسائية لتحفيظ القرآن الكريم. بخش حصل على نسبة 98 % في الإنتاجية، والتحق مع إخوته الستة في حلقات تحفيظ القرآن في العام 1412ه، بتشجيع من والديه. وبعد عام ونصف، أتم حفظ المصحف، وبعد ذلك بعام واحد، أصبح معلما ينال «الخيرية»، التي وعد بها الرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال مسجد عاصم بن ثابت في جدة. من ذلك الموقع، تمكن يوسف بخش من تخريج طفلين يعدان أصغر حافظين ل«القرآن»، ربما على مستوى عالمي، حينما حفظاه وهما في سن الأربعة أعوام ونصف العام. بخش يعترف بأن لديه سرا يجعله متميِّزا في تحفيظ الأطفال، وأوضح: «أحب ترغيبهم في الحلقات بواسطة الترفيه والنشاط الجماعي والمسابقات»، مشيرا إلى أن الطفل يحتاج إلى هذا النمط التحفيزي، وأضاف: «لا أتردد في إعطائهم هدية كلما تقدموا في الحفظ، وتتضاعف الهدايا مع التقدُّم». كما ذكر بخش أن يقدم «جرعة حب» لطلابه، خصوصا الأطفال، وقال: «إنهم مثل أبنائي، لا أفرق بينهم، ولا أضع برنامجا موحدا في الحفظ، وإنما أهتم بتخصيص برنامج لكل طالب، يتناسب مع قدراته وإمكانياته»، منتقدا توحيد برامج الحفظ في هذا الجانب. ويحلم بخش بإطلاق مركز قرآني يحمل اسمه، مشيرا إلى أن هذا الحلم بات قريب المنال.