شخصيتي كانت شركسية! تغضب على أتفه الأمور.. لو نزلتُ يوما متأخرا عن العشاء لدقائق ووجدتُ أهلي قد باشروا العشاء.. صعدتُ مرة أخرى و«زعلت»! هذه الشخصية الحساسة.. كانت متعبة لي ولمن حولي.. لا أحتمل أن أسمع كلمة تزيد حنقي أو تخرجني عن طوري أو تمارس الضغط النفسي علي.. هذه الشخصية «التي تبدلت ولله الحمد بشكل كبير» تتعب ذاتها وجميع من حولها بلا استثناء. «الزعل» أو الغضب.. أو «الشرهة» وغيرها من المصطلحات تعتمد على حسب شعور النفس تجاه الخطأ.. تجاه الذات وتجاه تقديرها للأمور. هناك أربعة أصناف للتعامل مع الخطأ أو مع التجاوز أو «المزحة» أو ردة الفعل إن صح التعبير. 1. شخص سريع «الزعل» بطيء الرضا.. وهذا أصعب الشخصيات في التعامل.. يغضب على أتفه الأمور ويقيم الدنيا ولا يقعدها على أسخفها ويرى أن الدنيا تحيك المؤامرة ضده والعالم لا يحبه والكون يمشي بخلافه.. وهو شخص يمرض قلبه وجسده قبل كل شيء. 2. شخص سريع «الزعل» سريع الرضا.. وهذا ما نسميه في الغالب صاحب القلب الطيب.. يغضب على أتفه الأمور لكن سرعان ما يرضى.. ينسى ويتناسى كافة ما يواجهه ويتعامل بعفوية.. غالب الأطفال كذلك سريع الغضب ويرضى بأسرع مما تتصور! 3. شخص بطيء «الزعل» بطيء الرضا.. وهذا الذي يكرر دوما «زعلي شين» فلديه خطوط حمراء صعب أن تصل إليها.. لكن بمجرد أن تصل إليها فاعلم أنك وصلت للمنطقة المحظورة.. ربما لا يمكنك أن تكسب رضاه بعد ذلك.. حليم إلى أبعد الحدود.. لكن حينما يغضب فغضبته لا تقاوم. 4. شخص بطيء «الزعل» سريع الرضا.. وهذا أفضلهم على الإطلاق.. فهو لا يغضب إلا بعد أن تصل لمراحل متقدمة.. ومع ذلك فرضاه سريع ويتسامح وقلبه مفتوح لمن أخطأ ويعرف كيف يكسب المخطئ بالعفو والتجاوز ونسيان الخطأ.. رغم أن «زعله» بطيء لكن رضاه أسرع مما تتوقع. الشخصيات الأربع نعاينها كثيرا في حياتنا.. كل شخص يلزم أحدها وربما يتنقل المرء بينها حتى يستقر على واحدة في النهاية. حاول أن تدرب نفسك على الرابعة.. فهي شخصية الصبور الحليم المتسامح صاحب العفو والقلب الكبير وصاحب التجاوز عن الخطأ ونسيان الزلة ومحوها من القلب. مدونة محمد الصالح http: //mhalsaleh.net/