سيقف سعيد الزياني اليوم للمرة الأخيرة عند البوابة الجنوبية من القرية التراثية بالجنادرية، بحثا عن زبائن ألفهم وألفوه لمدة أسبوعين هي عمر فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 26» حيث يختتم المهرجان فعالياته اليوم، وكان الزياني دأب على توصيل وإعادة زبائنه يوميا بحساب الساعة، فهو يمتلك سيارة أجرة أغرته مشاوير «الجنادرية» للعمل لمدة سبع ساعات يوميا بعدها يعود إلى منزله وقد تحصل على غلة تعادل ما كان يتحقق له خلال أسبوع كامل. يقول الزياني إنه يحقق يوميا ربحا صافيا يتجاوز ال 350 ريالا، بعد إخراج قيمة البنزين من الحسبة، ويضيف «أتعامل بنظام الساعات أو المشوار، والأول أكثر فائدة لي، فأتفق مع من أوصلهم وعادة ما يكونون من العوائل الكبيرة، أوصلهم إلى هناك وأنتظرهم إلى حين فراغهم من الزيارة، الساعة تكون بحدود 50 إلى 60 ريالا، وغالبا الأسر التي تتعاقد معي بناء على ذلك لا تزيد مدة زيارتهم عن أربع أو خمس ساعات». ويضيف إبراهيم النبهان، وهو سائق آخر، أن أجرة التوصيل لا تقل عن 100 ريال للرحلة الواحدة «من أنقلهم بسيارتي ليسوا كلهم من الزوار، فمن بينهم بائعون وبائعات لا يكون لديهم سائق خاص فأتكفل بنقلهم، ومثل هؤلاء لا أزيد الأجرة عن 80 ريالا تقديرا لوضعهم المادي واعتمادهم الكلي على منتجاتهم في دفع تكاليف الأجرة»، ويضيف «هو موسم استثنائي لنا، نحقق أرباحا جيدة خلال أسبوعي الزيارة، والجميل أن الزوار يأتون من جميع مناطق المملكة، وهذا يجعلنا نعمل دون توقف». وأكد النبهان أنه لم يكن يعلم بأمر «تكاسي الجنادرية» إلا قبل يومين من انطلاقة المهرجان، وإلا لرتب وضعه بشكل أفضل «الرزق الذي وجدته، كفاني عناء العمل في مشاوير العاصمة، خلف أسوار القرية التراثية في الجنادرية وجدت ما لم أجده في يومين في وسط الرياض، فثلاثة مشاوير مقابل 300 ريال كافية لي ولا أحتاج إلى أكثر من ذلك، وكل ما أحتاج إليه من الوقت هو أربع ساعات فقط». ويشير خالد البحري إلى أنه وأخ له يقودان سيارتي أجرة منذ عشرة أعوام، ويقول «في بادئ الأمر كنت أستصعب فكرة المجيء إلى الجنادرية من أجل توصيل الزوار، ولكن عندما اكتشفت أن أخي وأصدقاء له تحصلوا على مبالغ طائلة مقابل توصيل الزوار غيرت رأيي وذهبت إلى هناك واستغللت الفرصة بشكل جيد وحققت دخلا يوميا صافيا يتجاوز ال 350 ريالا، وهو مبلغ جيد». وأكد زوار الجنادرية أن تمركز سيارات الأجرة في مكان واحد في المهرجان أمر ضروري، خصوصا أن موقع الجنادرية بعيد تماما عن الرياض، وأكد سعود المطيري أن الليموزينات مهمة له، كونها تساعد زوار القرية التراثية على التنقل من وإلى منازلهم بغض النظر عن أسعار التنقل. وأضاف المطيري «أتذكر العام الماضي أثناء زيارتي للجنادرية كنت في أمس الحاجة إلى من ينقلني لمنزلي لعدم وجود سيارة لدي، ولم أجد سوى سائقي التاكسي الذين أوصلني أحدهم مقابل 100 ريال حيث أسكن جنوبالرياض، وكنت ممتنا لذلك». أما السيدة أم هاني فأكدت أنها تزور الجنادرية كل عام بما يعادل مرتين، وتقول «ليس لدي سائق خاص ولا أحد يقوم بمهمة توصيلي أنا وبقية أفراد عائلتي، فليس أمامي إلا استئجار سيارة مقابل 100 ريال للذهاب ومثلها للعودة، ورغم أن السعر عال إلا إنني مضطرة وألتمس العذر لهم فمنزلي يبعد 70 كيلومترا عن موقع الجنادرية» .