في المقالة السابقة تناولت الفساد كعدو مشترك لكل من يهمه أمر هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا كأفراد وكهيئة أنشئت لمواجهة هذا العدو اللدود، وتطرقت لأمر مهم يجعل نوايا محاربة الفساد بدواخلنا في أعلى مستوياتها لمنطلقات دينية وأخلاقية وأضيف عليها مكانية وأقصد وجودنا في بلد الحرمين، فلا أعتقد أن هذه الظرفية المكانية لا تدفعنا لبذل المزيد للمشاركة في نظافة هذا البلد القدوة ما بين شتى بلاد العالم، ولا أعلم ما الذي جعل الأمر يبدو في مخيلتي بالنسبة للعدو المشترك المدعو «فساد» أشبه بالسوسة، ولكن سأمضي قدما في هذا التشبيه وأطلق لخيالاتنا العنان في هذا الإطار، عندها يأتي السؤال هل نحتاج إلى شيء أشبه ما يكون بالفرشاة والمعجون لإزالة السوسة الفساد، ربما ليس تماما، ولكن قد نحتاج إلى إعلانات كإعلانات شركات معاجين الأسنان تقوم بها الهيئة ليعلم كل فرد منا ضرر الفساد وكيف يمكن التصدي له ومحاربته، كما تعلمنا إعلانات شركات معجون الأسنان العناية بكيانات أسناننا التي تنهار من مجرد سوسة، فيجب أن نتعلم العناية بمجتمعنا في كل أموره، نعم، أرى أن على هيئة محاربة الفساد الانطلاق على عدة جبهات لتكسب متطوعين في كل مكان بعد أن توضح لهم كل ما قد يعتبر مندرجا تحت اسم الفساد ولو بدا للوهلة الأولى بسيطا، فالنار من مستصغر الشرر. وربما نتطلع جميعا لرؤية موقع رسمي للهيئة على الشبكة العنكبوتية شريطة ألا يكون ذلك الموقع كحال مواقع السواد الأعظم من بعض قطاعاتنا الخدمية التي تفتقد للتحديث وإمكانية التفاعل معها، ليكون هذا الموقع منبرا إعلاميا تنشر فيه الهيئة أعمالها لنشاركها فرحة المنجز ونشعر بالأمان والرضا، فكل ما يتعلق بصحة مجتمعنا يعنينا جميعا، وماذا لو تم الإعلان عن جائزة سنوية ولو كانت معنوية أو حتى إشادة بأي جهد عام أو فردي ساهم في الإبلاغ أو الكشف عن أي فساد كان، وعلى مستوى الرسائل التوعوية فالمجال واسع، كما أنه ليس دور الهيئة وحدها، فكل القطاعات المهتمة بالخدمة الاجتماعية يجب أن تشارك في صناعة هذه الرسائل التوعوية بالتعاون مع الهيئة التي لا شك أن لديها الكثير لتقوله لكل فرد في هذا المجتمع، ولا ننسى جميعا أن البيت والمدرسة والإعلام بشتى رسائله العامة والفنية معني تماما بأمر تعزيز مفهوم محاربة الفساد ورفضه بكافة أشكاله وصوره.