أعلن متحدث باسم المعارضة الليبية، أمس، أن مدينة مصراتة تحررت من قوات القذافي بعد حصار طويل. «مصراتة حرة، انتصر المعارضون. من بين قوات القذافي من قتل وآخرون يفرون. هدفنا الآن هو مساعدة المعارضين في المناطق الأخرى في غرب ليبيا ضد قوات العقيد». وأضاف أن «المعارضين يمشطون الآن مصراتة ويخلون الشوارع». وتابع أن «قوات القذافي نصبت قبل رحيلها شراكا خداعية في المنازل والسيارات وحتى الجثث. رجل كان يفتح ثلاجته لدى عودته إلى بيته، فانفجرت في وجهه. الجثث نفس الشيء. عندما يحاول المعارضون رفع جثة تنفجر. قتل منا ثلاثة أشخاص بسبب ذلك و15 أصيبوا». شكك متحدث آخر باسم المجلس ومقره بنغازي في صحة إعلان الحكومة الليبية بأن قواتها ستنسحب بشكل كامل من مصراتة. وأشار مصطفى غرياني إلى أنه يود أن يرى قوات القذافي تنسحب بشكل كامل من مصراتة، لكنهم غير متفائلين بحدوث ذلك. وكانت السلطات الليبية أعلنت أن الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي «الناتو» تعني أنه لم يعد منطقيا أن يقاتل الجيش في مصراتة، وأن القبائل المحلية ستتولى زمام المعركة خاصة بعد أن أكد شيوخها أنهم سيتصدون لمسلحي المعارضة بأنفسهم إذا عجز الجيش عن ذلك. وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم إن القبائل الموالية للعقيد القذافي تشعر بالغضب بسبب تأثير القتال سلبا على حياتهم اليومية. وأضاف أن «قوات القذافي كانت تعمل جاهدة على إبقاء أعداد الضحايا المدنيين أقل ما يمكن، ولكن القبائل لن يكون لديهم مثل هذا التحفظ». غير أن المعارضة ترى في ذلك إقرارا بالهزيمة من قبل السلطات وانتصارا للمعارضة. وقد اعترف بعض أفراد القوات الموالية للزعيم الليبي والذين تم أسرهم في مصراتة أنه صدرت لهم أوامر بالانسحاب من المدينة. فيما صرح المتحدث باسم المعارضة جمال سالم بأن قوات القذافي تركت المدينة، لكنها تظل خارجها وربما تجدد قصفها في أي لحظة. وأضاف أن جنود القذافي لغموا جثثا وبنايات قبل أن يفروا من المدينة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن طائرة دون طيار شنت، أمس، أول غارة في ليبيا بعد يوم من إعطاء واشنطن موافقتها لاستخدام هذه الطائرات لمساعدة قوات المعارضة، دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية حول هدف الغارة أو المنطقة التي نفذت فيها، مثلما جرت العادة. كما قصفت طائرات «الناتو» موقعا بالقرب من باب العزيزية، مقر القذافي وسط العاصمة طرابلس. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن ثلاثة أشخاص قتلوا بسبب الانفجار القوي الذي وقع في الساعات الأولى من صباح أمس. وأضاف أن المنطقة غير مستخدمة، وأن صناديق الذخيرة كانت فارغة. ويأتي هذا القصف لقوات التحالف بعد أن أدان المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي تباطؤ قوات الناتو في تنفيذ مهمتها. وأكد نائب رئيس أركان المجلس الوطني الانتقالي أحمد الباني أن المعارضة ترفض وجود القوات البرية الأجنبية على الأراضي الليبية. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية إلى الباني قوله: «إننا ندرك أن الشرعية الدولية قادرة على توفير مثل تلك القوات، إلا أننا لا نرغب في أن يقتل أي أجنبي بسبب الأحداث الراهنة. المعارضة تفضل أن يوفر لها المجتمع الدولي السلاح بدلا عن إرسال جنود قد يتعرضون للأذى فى ليبيا» .