ألقت أوضاع الساحة العربية والانتفاضات السياسية بظلالها على الحراك الفني في أهم موقع لتسجيل أعمال المطربين وتصويرها في القاهرة، وبذلك تراجع مستوى العطاء الفني لأغلب المطربين بشكل غير معهود، فبعض الفنانين الذين اعتادوا تسجيل أعمالهم في استديوهات فنية في القاهرة مثل «صوت الحب» واستديو عمار الشريعي وغيرهما من الاستديوهات التي كانت تعج بالفنانين من مختلف الأقطار العربية، ولكنها باتت خاوية على عروشها، حيث إن بعض الاستديوهات أقفلت أبوابها خوفا من السطو وسرقة الإرث الفني الذي تحويه الأماكن التي اعتادتها حناجر مطربي العالم العربي وأشهرهم ومن يعدون الأصوات الذهبية. في الجانب الآخر انتعشت الحركة الفنية في دبي وخصوصا في استديوهات فايز السعيد وكذلك استديو الفنان عبدالمجيد عبدالله في جدة الذي يعد من أفضل الاستديوهات التي تستخدم فيها تقنيات الصوت والتكنيك العالي المستوى، وكذلك استديو صوت الجزيرة الذي تعود ملكيته للفنان محمد عبده، وكذلك استديو الموال ورهوان في الرياض. بعض الفنانين أصبحت ألبوماتهم معلقة لأجل غير معلوم، كما أن البعض ارتبط بحجوزات منذ ثلاثة أشهر، لكن جميع هذه الحجوزات باتت في غياهب النسيان، وقد ذكر أحد الموسيقيين المعروفين والذين يعملون في صوت الحب رفض ذكر اسمه أن الاستديوهات قد أقفلت أبوابها قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولم يفتح إلا قبل فترة بسيطة وعلى استحياء خصوصا لتسجيل بعض الأغاني الوطنية لمجموعة من الشباب الذين حرصوا على تقديم أعمالهم في تلك الفترة، مضيفا أن الوضع متأزم جدا والعمل الفني بشكل عام ازداد سوءا، حيث كان سيئا قبل أن تحدث الثورة، فبعض الفنانين وخصوصا الشباب لم تعجبهم الخبرات وباتوا يستخدمون البرامج الفنية السهلة عبر الكمبيوتر الشخصي ويتم تسجيل أعمالهم في البيوت، وهذا الأمر ساهم في انتشار الأغاني ذات التوزيع السيئ. أما المهندس عبدالكريم محمد الذي يعمل مهندس صوت في استديو الموال فقد ذكر أن الاستديو في الفترة الأخيرة شهد إقبالا كبيرا من قبل عدد من الفنانين خصوصا بعد أن بات أغلب النجوم يتهافتون على الاستديوهات داخل المملكة، حيث نفذ رابح صقر أخيرا أغنية لصالح نادي الهلال، وكذلك نفذ أعمالا للفنان راشد الفارس وعبدالله عبدالكريم وسامي الخليفة وعلي شرف، مؤكدا أن خبرته أسهمت في حضور هذه الأسماء إليه ولاسيما أن لديه خبرة لا يستهان بها في مجال التنفيذ والهندسة الموسيقية، وقد ساهم في تقديم أغلب الأعمال الفنية للكثير من المطربين منهم ألبوم مثل الزمن لرابح صقر، وكان ودي نلتقي لنوال، وعبدالله رشاد وأغان عديدة لعبدالمجيد عبدالله وعبدالله الرويشد. كما ذكرت مصادر أخرى في الاستديو أن الملحن القدير سهم بات متواجدا وبشكل دائم في استديو الموال لتنفيذ أغلب أعماله التي سيقدمها لمجموعة من الفنانين الكبار. أما في جدة فقد أصبح الطلب متزايدا على استديو الفنان عبدالمجيد عبدالله الذي أصبح ذائع الصيت ليس في الخليج وإنما في العالم العربي، حيث شهد تسجيلا لأعمال عدد من المطربين النجوم مثل الفنانة السورية أصالة نصري وتركي وغيرهما من الفنانين لما يتميز به الأستديو من تقنيات ويضاهيه في ذلك استديو غلا للشاعر منصور الشادي، وكذلك استديو صوت الجزيرة الذي تعود ملكيته لفنان العرب محمد عبده، وهو معروف بتردد الكثير من الفنانين عليه طوال العام نظرا لتقنيته العالية. وفي الإمارات اشتعلت الأسعار وارتفعت وخصوصا في استديوهات الفنان فايز السعيد أصبحت أغلى من المتوقع وذلك لأن الحجز لم يعد بالساعة وإنما باليوم الواحد، ولكثرة الطلب على الاستديو عالي التقنية كما هي الحال مع استديو خمس الحواس الذي تعود ملكيته للفنان ميحد حمد ويديره الملحن علي كانو .