يبدو أن البعض يحترف النواح والشكوى، فلا تجد للفرح أو الرضا طرفا منه، يعشقون الانتقاد للانتقاد، يقارنون دائما بالآخرين، لنكون بالنسبة لهم أسفل سافلين، بغض النظر عن كمية السلبية التي يبثونها حولهم، يتم إغفال الهدف والغاية في سبيل فرقعات إعلامية أو تسجيل مواقف متخاذلة، من حق أي كان اتخاذ قرار المشاركة أو المقاطعة بالنسبة للانتخابات البلدية، ولكن لا أحد يملك حق فرض الوصاية أو التعميم، قرر بنفسك إن كنت تريد المشاركة أو المقاطعة، واسأل السؤال الأهم: ما أهمية الانتخابات؟ وكيف تخدمني ومجتمعي؟ مع إعلان السيد عبدالرحمن الدهمش، رئيس اللجنة العامة للانتخابات، عن عدم مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، تزايدت الأصوات الداعية لمقاطعة الانتخابات، لتبتدئ حفلة ردح على حقوق منتهكة، وغيرها، لأجد شبابا وفتيات يحجمن عن المشاركة بحجة «منع المرأة»، بمقولات واهية، متمسكين بفروع عديدة، متناسين الهدف الأصل، فتبدأ مقارنات مع مجالس مختلفة في دول عديدة، وأسطوانات عن آليات العمل وكيف يعملون هناك، ولديهم هناك وليس لدينا هنا، ولماذا، وغيرها من المقارنات التي تكاد تظن أنك مع مارتن لوثر كنج سعودي! متناسين أن لكل شيء منطقا وطريقا وبداية، وخطوات يجب قطعها، بعيدا عن التعليب وأمنيات «الجملة»، وإلا فستحول الانتخابات إلى «انتحابات» بلدية! تنقصنا الثقافة الانتخابية في المقام الأول، لماذا ننتخب؟ ومن؟ وكيف نحاسبه؟ وينقصنا معرفة صلاحيات ودور المجالس البلدية، كثير من دعاة المقاطعة، يجهلون إلى الآن دور المجالس البلدية، في خطأ يتقاسمونه مع المجالس ذاتها ووزارة الشؤون البلدية والقروية، والتي يقع عليها وزر التوعية الأكبر. أذكر نقاشا مع أحد الأصدقاء المميزين على هامش أول انتخابات بلدية في المملكة، هل ستشارك؟ ليجيب: بالتأكيد، خطوة أولى يجب ألا نتقاعس عنها، إن لم نشارك فلا نلوم سوى أنفسنا، مشكلتنا أننا نريد الطيران دفعة واحدة، دون أن نحاول حتى تحريك أجنحتنا أو المشي والقفز! مدد: سطحية التفكير كثيرا ما تتعارض مع عمق الهموم – محمد حسن علوان «طوق الطهارة».