حاجات الإنسان تتدرّج بشكل هرمي من حيث أهميتها. ومن خلال الحاجات التي يطالب بها إنسان ما نستطيع معرفة الحاجات المشبعة لديه.. فمن يطالب بتوفير الإنترنت لا بد أنه يحصل على كفايته من الطعام. لهذا يقع مصطلح «حقوق الإنسان» في مسامعنا بأشكال مختلفة. كل بحسب ما ينقصه منها.. فحين يسمعه إنسان جائع في الصومال, لا أظنه سيفكر في حقه في شواطئ نظيفة, أو تعبيد الطرق, أو حقه في انتخاب الرئيس. مرادف «حقوق الإنسان» لديه هو حقه في الطعام والشعور بالشبع. وحين يسمعه إنسان في السعودية سيفكر في المساواة وحرية الرأي, وحين يسمعه إنسان أوروبي سيفكر في حقه في تغيير جنسه. هل بدأتَ رحلتك في جمع الثروة؟ هل تبحث عن الحب؟ إنها مؤشرات جيدة تدل على أنك قد حصلت على كفايتك من الطعام والأمان والصحة, وأنك قريب جدا من قمة هرم «حقوق الإنسان». بحسب وقْع هذا المصطلح في سمعك تستطيع أن تعرف من أنت وكيف أنت.. فما الذي يقفز إلى ذهنك حين تسمعه؟ الأمن؟ العدل؟ الكرامة؟ التعليم؟ الزواج؟ قيادة السيارة؟ الكلمة؟ التواصل؟ أم ماذا؟ هناك من وصل إلى قمة الهرم ولا يزال -حين يسمع هذا المصطلح- يقفز إلى ذهنه: الأمن لأجل غيره.. العدل لغيره.. الزواج لغيره، وربما يخسر هؤلاء جزءا من حاجاتهم من أجل غيرهم! وجود الإنسان في قمة هذا الهرم هو سنة الله. القتال دونها مشروع والموت دونها شهادة. لا يوجد حق مسلوب إلا وله سالب.. حتى صاحبنا الصومالي الجائع لو بحث عن لقمته لربما وجدها في مكب نفايات في الرياض. قد تسكت عن حقك في التعبير من أجل حماية حقك في الوجود الذي هو في أساس الهرم. عبر التاريخ, انشغلت بعض الأمم بإيجاد ومن ثم تطوير دساتير وأنظمة فقط من أجل حفظ حقوق الإنسان, وانشغلت أمة أخرى بإفساد دستور لم تشرق الشمس على مثل كماله. وكلاهما نجح فيما أراد! http://fly2art.net/wordpress/?p=182