عندما تعكر صفاء «جوجل» باستخدامه لإجراء إحصاءات سقيمة وتكتب: «فضيحة الشميسي» لن يجادلك في هذا الأمر، وسيحضر لك قرابة الثمانية آلاف نتيجة! وعندما تحاول الجلوس منتصبا، وتقرر أن تكون دقيقا، وتكتب فيه مجددا «فضيحة مستشفى الشميسي» سيصدمك بقرابة الأربعة آلاف عنوان تحمل فضيحة بهذا الاسم! ربما هذا ما دفع وزارة الصحة لتغيير اسم هذا المستشفى مرة إلى مجمع الرياض الطبي، ومجمع الملك سعود الطبي مرة أخرى، محاولة تشتيت محاولات «الفضائحيين» نشر غسيل هذا المستشفى التاريخي الذي يعد أحد أكثر المستشفيات التي تدور حولها الشبهات! ولا أزال أتذكر الإشاعات التي تنتشر بين فترة وأخرى في أوقات سابقة عن «كرامات» الأخطاء الطبية التي تحدث في هذا المستشفى: طبيب يزرع حبة فول في جسد مريض، «باتمان» يفقد ذراعه أثناء مراجعته لطوارئ «الشميسي»، و «جراندايزر» يرقد في غيبوبة تامة بعد إجرائه عملية زائدة! ولا ننسى أخبار الصحف وتحقيقاتها التي طالما استهدفت هذا المستشفى دون أن يتغير شيء -سوى اسمه بالتأكيد- بالإضافة إلى التغييرات اللوجستية والاستبدالات التي تطول إدارييه بين كل فضيحة وأخرى على وزن: «لا عاد نسمع لكم صوت». قبل أيام بدأ شباب الشبكة الاجتماعية «تويتر» بحملة للبحث عن مسن فقدته عائلته، توزعوا من خلالها على الشوارع والأماكن التي شوهد بقربها آخر مرة، وذلك بعدما سأل ابنه عنه في مستشفيات الرياض التي يأتي «الشميسي» على رأسها، وكان جواب أصدقائنا فيه «ابحثوا في مكان آخر». ليكتشف الجميع أمس أن المسن المفقود كان يرقد على أحد أسرة هذا المستشفى منذ 12 يوما، دون أن يشكل لهم مصدرا للتساؤل: من أين أتى؟ هل هنالك من يبحث عنه؟ هل له علاقة بذلك الذي أتى يبحث عن مسن بهذه المواصفات! ولا ننسى الثغرة الأمنية التي يصنعها وجود العديد من مجهولي الهوية في هذا المستشفى دون أن يبذل جهدا في إيجاد أقربائهم، أو التعاون مع أولئك الذين يأتون للسؤال، الأمر الذي يعني بمعنى آخر: «الشق أكبر من الرقعة!»