انطلقت مساء أمس فعاليات قرية جازان التراثية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 26» بالعديد من البرامج والمناشط التراثية والثقافية التي تشتهر بها المنطقة. وقدمت العديد من الفقرات ما بين أهازيج فلكلورية ورقصات شعبية نالت استحسان الجمهور الذي ملأ هذا العام المدرجات المخصصة له بالكامل، واحتضنت القرية عددا من البيوت التقليدية كالبيت الجبلي والبيت الفرساني بالإضافة إلى البيت التهامي المعروف باسم «العشة». وشهد المركز التراثي تواجدا كثيفا من قبل الزائرين الذين حرصوا على الاستفسار عن الكثير من المعروضات التي تنوعت ما بين المتعلقات الشخصية وأدوات الزينة والأدوات المستخدمة في الزراعة والأسلحة النارية، وأكد المدير التنفيذي لقرية جازان التراثية علي مصيخ أن مشاركة منطقة جازان في مهرجان الجنادرية تشهد تطورا ملحوظا عن كل عام ففي هذا العام ستستمر الفعاليات الشعبية والحرفية التي تقدم في كل عام, كما افتتح وللمرة الأولى مركز تسويق المانجو والفواكه الاستوائية التي تشتهر المنطقة بزراعتها. وتبرز القرية كمعلم حضاري يرمز لحقبة زمنية من تاريخ منطقة جازان العريق والمرتبط بحاضرها المزدهر, حيث يبدو في القرية ماضي المنطقة ماثلا للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها. وتشرع القرية أبوابها لزوار المهرجان الذين يجدون بالقرية تجسيدا متكاملا لتاريخ منطقة جازان ببيئاته المتنوعة، وثقافته وحضارته المتميزة منذ القدم. ويحظى المطعم الشعبي في قرية جازان التراثية بإقبال متواصل من قبل زوار المهرجان للحصول على أصناف الطعام التقليدية والشعبية التي اشتهرت بها منطقة جازان ومنها «المرسة والمغش والحيسية والخمير» فيما يقدم الحرفيون في جانب آخر من القرية عروضا لأنواع الحرف التقليدية القديمة بمنطقة جازان. أما وسط القرية فتبدو الساحة الشعبية حيث عروض الفنون الشعبية التي دأبت المنطقة على تقديمها والتي تستهوي كثيرا من عشاق الألعاب والرقصات الشعبية حيث تقدم الفرق الفنية رقصات السيف «والمعشى» والزامل والربش والعزاوي ورقصات فنية أخرى تطرب لها الآذان عبر إيقاعات تميزت وتفردت بها فنون جازان. وتمثل قرية جازان التراثية بالجنادرية تدوينا حقيقيا لحقيقة إنسان المنطقة المبدع الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمان فتحولت بيوتا وأواني وأثاثا بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورا ورقيا