في أعلى قائمة أكثر المقالات قراءة في النيويورك تايمز اليوم مقال يتكلم عن الاتصالات الهاتفية وكيف أنها صارت تعتبر نوعا من الإزعاج إذا كان من خارج دائرة العائلة القريبة.. مجتمعنا مختلف وفيه قدر أكبر من الانفتاح في التواصل من عند الغرب الذي وصلت به الخصوصية إلى درجة قاتلة! لكن ما نلاحظه أن الوضع تغير بالنسبة لطريقة تواصلنا؟ أصبحت الاتصالات المباشرة نوعا من الإزعاج للبعض خصوصا إذا كانت غير معلومة الهدف مسبقا! نستطيع أن نجلس ساعات نتواصل على الفيس بوك ورسائل الجوال باستمتاع ولا نستطيع أن نجري ثلاث مكالمات حتى ولو مع نفس الأشخاص بنفس تلك الأريحية! هل هي عدوى الخصوصية الزائدة ولا نود المزيد من التواصل مع الآخرين؟ لكننا أيضا نحب التواصل ونحتاج إليه فعلا لنحس بأهميتنا وإرضاء ذواتنا.. لذلك أعتقد أنها متعلقة بشيء آخر: لو شفنا وسائل الاتصال اللي نرتاح لها «رسائل، فيس بوك، تويتر» ففيها شيء مشترك يجعلنا نفضلها على المكالمات: 1 - أنت غير ملزم بالرد العاجل.. تستطيع الرد متى أردت.. أما الاتصال فأنت مرغم على ترك جميع ما في يدك لأجله! 2 - لا تحتاج إلى أن تبذل مجهودا في استخدام صوتك وتحسينه إذا كنت متعبا أو للتو صاحي وصوتك يجيب المرض! فقط تحتاج إلى إيصال فكرة أو رد من خلال كبسات زر.. 3 - التحديد.. لديك رسالة واضحة تستقبلها وتحتاج إلى الرد عليها.. لذلك نكره الاتصال غير محدد الهدف ونعاني أثناء الاتصال وقد نعاني بعده من التزامات لم نكن نحتاج إليها! وسائل الاتصال غير الهاتفية التي لا تعتمد على عامل الزمن مباشرة تترك لنا هامشا من الحرية.. الاتصالات تسلب منا هذا الحق وهو ما قد يجعلنا ننفر منها قليلا.. «المقال عبارة عن أفكار فكرت فيها مع قراءة المقال.. اللي يبغى يدق الله يحييه أسعد باتصاله.. أخاف من بكرة ما أسمع صوت الجوال!» مدونة أبان باهبري http://aban-blog.blogspot.com/