عشت سنوات طويلة في البيت الاتفاقي وبين أوساط فارس الدهناء، بالشكل الذي يجعلني أحزن كثيرا عند تعرض هذا الفريق لأي خسارة.. وفي هذا الموسم استبشرت خيرا بعودة أبطال «الكوماندوز» إلى سابق عهدهم بعد المستويات الكبيرة التي قدمها الفريق منذ انطلاقة الموسم وحتى الخروج من كأس ولي العهد.. الذي أعاد الفريق نفسيا إلى نقطة الصفر.. وبحسب تصوري الخاص أن مشكلة الاتفاقيين الأزلية هي في الجانب النفسي، فالخسارة عندما تأتي تكون ثقيلة جدا على البيت الاتفاقي والأجواء المحيطة به للحد الذي يصبح فيه من الصعب الخروج من هذا الجو الكئيب الذي يسيطر على النادي لتتوالى الخسائر ويزداد الوضع سوءا، وهو الأمر الذي عايشته عن قرب ولاحظت فيه أن الجماهير الاتفاقية المحبة والعاشقة هي التي ترسم شيئا من هذه الملامح داخل أروقة النادي من خلال تواجدها اليومي.. حتى باتت تناقش اللاعبين وتلومهم بطريقة متجاوزة أحيانا.. وبالتالي ساهمت في عدم تجاوز اللاعبين للخسارة بسهولة.. وشكلت ضغطا نفسيا عليهم.. في تعد صريح على عمل الجهاز الإداري الذي يعتبر هو المعني بتهيئة الفريق نفسيا وليست الجماهير التي دائما ما تكون أسيرة لعاطفتها وتبقى تحت تأثير «هجمة ضائعة» لفترة طويلة.. ولهذا فإن على الإدارة الاتفاقية العمل على إيجاد تنظيم داخل ملعب النادي بالشكل الذي يمنع دخول الجماهير إلى أرضية الملعب والالتقاء باللاعبين بشكل مباشر.. صحيح أن هناك أشخاصا معروفين بحبهم وعشقهم للنادي ويعتبرون في محل ثقة.. لكنهم يبقون في إطارهم الخاص الذي لا يؤثر في عمل الأجهزة الأخرى.. ولعل الاتفاقيين لاحظوا أن فريقهم يصعب عليه تجاوز أزمة الخسائر سريعا.. منذ سنوات خلت، حتى باتت هذه الحالة ملازمة لفارس الدهناء بشكل واضح للجميع.. وعلى الإدارة الاتفاقية التنبه لمثل هذه المسائل البسيطة التي يجب ألا تكبر وتصبح آثارها السلبية أكثر تأثيرا من ذي قبل.. فمجلس الجمهور له جهوده التي لا يمكن أن يلغيها أي شخص.. ولكن يجب أن يعمل وفق إطاره الخاص بعيدا عن الأدوار الأخرى التي من الممكن أن تتعارض مع عمل الجهاز الإداري أو الفني..!