أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس، أن بلاده تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي لتكون بذلك ثاني دولة أوروبية بعد فرنسا تقدم على تلك الخطوة. «قررنا الاعتراف بالمجلس محاورا شرعيا وحيدا لليبيا في علاقاتنا الثنائية». وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده فراتيني في روما مع عبدالعزيز العيساوي من المجلس، الذراع السياسية للقوات المعارضة لمعمر القذافي. وواصل مبعوث للحكومة الليبية في تركيا جولته الدبلوماسية لكسب دعم ثلاثة بلدان في المنطقة لإيجاد مخرج للنزاع في ليبيا، في مبادرة لاقت تحفظا في روماولندن. جاءت تأكيدات فراتيني لتحسم انتظارا لاعتراف إيطاليا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وكشفت أن إيطاليا لا تستبعد تسليح الثوار في ليبيا. وأوقفت إيطاليا الشهر الماضي العمل رسميا باتفاقية الصداقة بين روما وطرابلس التي تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتدابير الخاصة بسرعة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وذلك ردا على هجمات قوات القذافي على المدنيين. وجدد الوزير الإيطالي الدعوة التي أطلقها قبل أيام للقذافي بمغادرة البلاد. «أي حل بالنسبة إلى مستقبل ليبيا له شرط مسبق، وهو رحيل نظام القذافي. أن يغادر القذافي نفسه وأسرته البلاد». وواصل مبعوث للحكومة الليبية في تركيا جولته الدبلوماسية لكسب دعم ثلاثة بلدان في المنطقة لإيجاد مخرج للنزاع، في مبادرة لاقت تحفظا في أثيناولندن. ووصل مبعوث القذافي نائب وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي، أمس، إلى العاصمة التركية لإجراء محادثات بعد أن أجرى محادثات في اليونان لبحث إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل التوجه إلى مالطا المحطة الأخيرة من جولته. واعتبرت إيطاليا أن اقتراحات نظام القذافي لإيجاد حل للنزاع في ليبيا «لا تتمتع بالمصداقية. والرسالة التي تم نقلها إلى اليونان مفادها أن النظام سيحترم وقف إطلاق النار، ولا تتضمن شيئا حول رحيل القذافي. ولهذا السبب لا يمكننا قبول هذه الاقتراحات». وأبدت لندن أيضا بعض التحفظات على خطوات النظام الليبي. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «كنا دائما واضحين حول ما يجب أن تكون عليه المرحلة المقبلة والحاجات لهدنة حقيقية ونهاية لأعمال العنف». وذلك في الوقت الذي شنت فيه قوات المعارضة هجوما جديدا على مدينة البريقة في محاولة لاسترداد المواقع التي فقدتها خلال معارك الأسبوع الماضي. والتقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في أنقرة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريه فوج راسموسن الذي يزور تركيا حاليا. وتم خلال اللقاء بحث تفاصيل العملية العسكرية في ليبيا. وفي المقابل، رفض المجلس الانتقالي فكرة مرحلة انتقالية يقودها أحد أبناء القذافي، وفق عرض تحدثت عنه صحيفة «نيويورك تايمز». وكشف المتحدث باسم المجلس شمس الدين عبدالمولى من بنغازي أن هذه الفكرة «يرفضها المجلس بشكل تام». وأضاف «على القذافي وأبنائه أن يرحلوا قبل أي مفاوضات دبلوماسية. الناس يعتقدون أنه إصلاحي، لكن منذ انطلاق الثورة، أظهر وجهه الحقيقي. إنه نسخة عن والده». ونقلت الصحيفة الأمريكية أن اثنين على الأقل من أبناء القذافي هما سيف الإسلام والساعدي يعرضان عملية انتقال إلى ديموقراطية دستورية تتضمن رحيل والدهما عن السلطة. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح أنه في حال تبني هذا الطرح، سيتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية .