تواصلت المعارك، أمس، بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب منطقة البريقة النفطية شرق البلاد، بينما تعرقل الأحوال الجوية السيئة، منذ أيام، الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي. وانتقل خط الجبهة إلى محيط منطقة البريقة، لكن الصحفيين والمدنيين منعوا للمرة الأولى من دخول المنطقة من جهة أجدابيا، وتعذر على الفور الحصول على معلومات من مصدر مستقل حول من يسيطر على البريقة، التي تبعد 800 كلم عن طرابلس. وأكد قائد الجيوش الأمريكية مايك مولن أن «المشكلة الكبرى لدى التحالف هي الطقس في الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة». أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل خلال مؤتمر صحفي في بنغازي، أمس، أن الثوار الليبيين مستعدون لاحترام وقف لإطلاق النار شرط أن توقف قوات القذافي هجومها على المدن التي يسيطر عليها المتمردون. وأدلى بهذه التصريحات بعد لقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا الأردني عبدالإله الخطيب، الذي أوضح من جهة أخرى أن مسألة وقف محتمل لإطلاق النار بين الطرفين تم التطرق إليها خلال المحادثات التي أجراها مع مسؤولي الثورة. «هدفنا الرئيسي هو الحصول على وقف دائم لإطلاق النار». وتسعى القوى الغربية الكبرى إلى إيجاد حل سلمي أكثر منه عسكريا للنزاع في ليبيا الذي اندلع في 15 فبراير مع انطلاق أولى التظاهرات المنادية بالديموقراطية في بنغازي «1000 كلم شرق طرابلس». واعتبر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أن النزاع في ليبيا لا يمكن حله بالسلاح. ودعا القذافي، الذي حققت قواته تقدما ميدانيا رغم الضربات الجوية، إلى وقف لإطلاق النار. «الوضع في ليبيا لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، وليس هناك سوى حل سياسي. وعلينا إطلاق العملية السياسية. هذا يبدأ عندما يوقف القذافي إطلاق النار». وحذر رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارجيلوف من محاولة إسقاط نظام القذافي عن طريق تدخل عسكري أجنبي. ورغم إحراز قوات الحكومة تقدما على الأرض، إلا أن الزعيم الليبي شهد انتكاسة سياسية بعد انشقاق وزير خارجيته موسى كوسا ومغادرته إلى لندن، الأربعاء الماضي. وأكد موسى إبراهيم المتحدث باسم النظام استقالة كوسا، موضحا أنه حصل على إذن لمغادرة البلاد للعلاج في تونس. واعتبر أن الاستقالة «قرار شخصي» لموسى، مؤكدا أن «ليبيا لا تعتمد على أفراد». وأكد أن القذافي وأبناءه سيبقون في ليبيا «حتى النهاية». وأفاد مصدر أن أحد مستشاري معسكر القذافي يزور عائلته في لندن، عاد حاملا «رسالة قوية» من الحكومة البريطانية إلى نظام الزعيم الليبي تطالبه بالرحيل. وبحسب صحيفة «الجارديان»، فإن محمد إسماعيل أمضى أياما عدة في لندن والتقى مسؤولين بريطانيين قبل العودة إلى طرابلس، في محاولة لإيجاد مخرج للزعيم. من جهة أخرى قال القذافي إن الغربيين المشاركين في العملية العسكرية في بلاده بدؤوا «شيئا خطيرا لا يمكن السيطرة عليه، وسيصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار». وعلى الصعيد الإنساني، تمكنت سفينة وافدة من مالطا وتنقل 150 طنا من المساعدات الطبية والغذائية من تقديم المساعدة لسكان مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي منذ أكثر من 40 يوما. وعلق نحو سبعة آلاف شخص أغلبهم من الدول الإفريقية في المدينة حيث يمكثون في ملاجئ عشوائية .