أكد المشرف على موقع رسالة الإسلام الشيخ عبدالعزيز الفوزان أن الأمن هو العنصر الأساس في رقي الأمم وتطورها بدرجة أولى، وإذا فقد فإن المؤمنين قد يضطرون إلى إخفاء عقائدهم ومبادئهم الصحيحة، فضلا عن أن يقوموا بأداء شعائر دينهم الظاهرة. وقال إنهم «إذا استطاعوا ذلك، فإنهم قد لا يتمكنون من القيام بواجب الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل تقيد حرياتهم، وتصادر أفكارهم، وتكمم أفواههم، وتحصى عليهم أنفاسهم، كما هو مشاهد اليوم في بعض الدول والمجتمعات». وأشار إلى أنه في حال فقدان الأمن فإن العقول تخمل وتتحجر؛ لأن البشر سيكونون مشغولين بتأمين أنفسهم، ودفع الظلم والعدوان، وأضاف «إن الخائف على الشيء محصور الهم به، مشغول الفكر عن غيره، ويصبح كالمريض الذي هو بمرضه متشاغل، وعما سواه غافل، وإذا فقد الأمن تعطلت المدارس وحلق الذكر، وبارت سوق العلم والعلماء وكسدت التجارة، وتدهور النشاط الاقتصادي، وقعد الناس عن التكسب، وتنمية الأموال واستثمارها، بل لربما تأثر بعضهم بهذا الجو الآسن، فأخذوا يشاركون في الإفساد والعدوان، والسلب والنهب، فبدلا من الاشتغال بالتجارة، وتنمية الأموال بالطرق المباحة، تحولوا إلى الإجرام، وانتهاك الحرمات، وأكل أموال الناس بالباطل». واستشهد الفوزان بأمريكا عندما عانت من غياب الأمن لساعات في مدينة نيويورك، فتحولت المدينة إلى ساحة للسلب والنهب حتى بلغ المجرمون هناك درجة لا تكاد تصدق من الاستهتار بالقيم الإنسانية، واسترخاص الإنسان، واستباحة دمه، وماله، وعرضه. وكونوا لذلك عصابات إجرامية ومنظمات إرهابية، تضارع الدول والحكومات في قوتها ودقة تخطيطها، وتوظيفها للتقنية في خدمة إجرامها وظلمها، فهي تسفك الدماء، وتقطع السبل، وتترصد للناس، لتأخذ أموالهم، وتهتك أعراضهم، وتنشر الرعب في صفوفهم، من قاومهم قتلوه، ومن سكت عنهم أهانوه وابتزوه. وأشار إلى أن الجريمة هناك في تفاقم مستمر، والدول بكل إمكانياتها عاجزة عن مكافحتها وضمان الأمن الذي ينادي به الإسلام ويحافظ عليه، لأنه يؤمن تماما بأهميته وأنه العنصر الأهم من أجل تحقيق ضرورات الحياة. وأضاف «رغم أن أمريكا تعد أنموذجا للدول في القوة الأمنية، إلا أن دراسة «كما يوضح الرسم المرفق» أثبتت أن ما نسبته ثلاثة من كل أربعة مواطنين أمريكيين اعترفوا بأنهم يعتدون على ممتلكات غيرهم، ونسبة 60 % يسرقون أشياء معينة من أماكن الوظيفة والعمل، و 50 % يسرقون المناشف من الفنادق أو الأندية الصحية، و 25 % لا يسددون ديونهم أو القروض التي كانت عليهم، و 29 % يسرقون من المحال التجارية، و 9 % يسرقون من أزواجهم، و 21 % من والديهم، و 13 % من أصدقائهم». وقد جاء تأكيد في دراسة رسمية صادرة عن وزارة العدل الأمريكية مفادها أنه في عام 1993 شهدت أمريكا أربعة ملايين و 400 ألف جريمة قتل واغتصاب وسرقة، استخدم فيها السلاح، من بينها 24 ألفا و 500 جريمة قتل.