امتحان «آيلتس»، شهادة توفل، امتحان القدرات، الكفايات، امتحان قبول، مقابلة شخصية.. والقائمة تطول! سيخالجك شعور بالسأم واليأس وأنت في معمعة التقديم على الدراسات العليا في جامعة ما في بلدنا الطيب، وستمقت اليوم الذي فكرت فيه بإكمال الدراسة وربما ستدعوك نفسك لتمزيق شهادتك واستصغار إنجازاتك وعطاءاتك الماضية! لا أعلم سبب هذه الإجراءات والمطالب المبالغ فيها للتقدم «أقول فقط التقدم» لإكمال الدراسة فالقبول يعد إن حصل مرحلة متأخرة بعد انتظار طويل وقاتل حتى صدور النتائج، وبمقارنة بسيطة بين جامعات الداخل والخارج من حيث مدة وآلية ومعايير القبول سيتضح لك الفرق الهائل والباعث على الأسف، هناك أنت المعيار أي أنك من سيحكم على نفسه بالقبول من عدمه من خلال دخولك معترك التخصص الذي تريد بعد إجراءات بسيطة لا تتطلب امتحانات وشهادات ومقابلات بل إنك ستجتاز مراحل دراسية في وقت قصير حسب اجتهادك وعطائك وتفوقك، أي أنك لن تهدر عاما بانتظار موعد التقديم ثم شهورا في أتون الامتحانات ثم شهورا حتى النتائج ثم تنتظر حتى مطلع السنة القادمة أي حتى تنخرط في الدراسة إن حدث لك القبول والكارثة. وإن لم يحدث بعد كل هذا العناء والانتظار، وعدم القبول دون أسباب وجيهة قضية أخرى لا بد من الوقوف إزاءها! لا يستطيع أحد التشكيك أبدا بنزاهة القائمين على القبول فهم أهل ثقة من الجميع إلا أننا نطلب أن تكون المعايير واضحة وصادقة ومعلنة، نريد ظهور النتائج بشكل مفصل ودقيق للمقبولين وغير المقبولين كي ينقطع دابر الشك الذي تسرب إلى النفوس بشأن استفحال المحسوبيات في ردهات الجامعات، حيث إن الغموض والسكوت إزاء الأصوات التي تثير الكثير من التساؤلات يثير تساؤلات أكثر! فذاك يشتكي من عدم قبوله رغم تقديره المرتفع جدا، وتلك رغم أدائها المميز خلال امتحان القبول، لذا أدعو كل الجامعات لأن تكون أكثر شفافية ووضوحا وتفاعلا مع الأصوات المتسائلة والباحثة عن الحق والحقيقة، فالسلبية لا تخلق إلا مزيدا من السلبية والدخان والانحسار.