أثار رحيل مدرب الاتفاق الروماني مارين المخاوف من أن يكون دوري زين محطة عبور للمدربين القادمين من أوروبا وأمريكا اللاتينية، وأن يؤثر ذلك لاحقا في سمعة الأندية السعودية وإحجام المدربين الكبار عن العمل فيها بعد أن اتخذ عدد كبير منهم قرارا بعدم العودة إلى هنا، تبعا لما تعرضوا له من مضايقات فنية حسب تصريحات البعض منهم لصحف بلادهم أو صحف عالمية. فالاتفاق أبعد مدربه الروماني على الرغم من أن الأخير عمل بكفاءة شديدة واقترب بالفريق من أفضل مركز له في الدوري منذ مواسم طويلة، إلا أن القائمين على أمر الفريق وكما قال المحللون فضلوا حسم الصراع بينه وبين مهاجم الفريق صالح بشير لصالح الأخير، وهو تماما ما فعله مسيرو نادي الاتحاد عندما أوجدوا التبريرات لقائد الفريق محمد نور في صراعه مع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه بحيث لم يجد البرتغالي الناجح بدا من الاستقالة وترك الجمل بما حمل، كما لم يسلم من الإقالة مدربون جاءوا وسط هالة إعلامية وزفة جماهيرية كما حدث للإيطالي والتر زينجا والنرويجي سوليد والأورجواني الشهير فوساتي حتى بلغ عدد المدربين الذين توالوا تدريب فرق دوري زين قبل انتهاء الموسم 30 مدربا بالتمام والكمال وهو رقم مخيف كما يقول من استطلعت رأيهم «شمس» من النقاد والمهتمين بالشأن الرياضي السعودي يؤهل دوري زين لدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ويستبد القلق الآن بأكثر من مدرب بالفرق المعنية باتوا تبعا للنتائج عرضة للإقالة، والغريب أن الأرجنتيني جابريل كالديرون مدرب فريق الهلال متصدر الدوري والقريب من حسم اللقب أحد المهددين بالإبعاد لأن هناك من لا تعجبه «فقط» طريقة إدارته للفريق وينتظر فرصة أي كبوة لإطلاق حملة التخلص منه، وهو مصير ينتظر مدرب الأهلي البديل أليكس الذي بات على مرمى خسارة واحدة من المتوقع أن تطيح به خارج أسوار النادي الذي جرب أربعة مدربين في الموسم الحالي فقط ومرشح للمزيد. النقاد اعتبروا هذا النوع من المعالجة أشبه بتناول حبوب الأسبرين للتهدئة وإغفال العلاج لاحقا، لأن المشكلات سرعان ما تعود والإقالات عادة ما تبدأ في الدوري السعودي بعد أربع خسائر فقط، وربما أقل من ذلك إلى حد أن ناديا بالممتاز أقال مدربه بعد خسارة مباراة تجريبية .