أشعل الملحن ناصر الصالح فتيل الوسط الفني السعودي من خلال انتقاده للوضع الذي تعيشه الأغنية هذه الأيام، وتأكيده أن زملاءه الملحنين لم يعد يملكون أي جديد لتقديمه ولم يقدموا أعمالا تحمل مضمونا موسيقيا يرتقي لذائقة المستمع خصوصا في الأعوام الأخيرة، مشيرا إلى أن الساحة الفنية تعاني عدم وجود دماء جديدة في مقدورها تغيير صياغة الأغنية وتقديم ألحان، وبين في حديثه ل«شمس» من مقر سكنه في المنطقة الشرقية أن جميع الملحنين الذين يظهرون في الإعلام وتتداول الصحافة أخبارهم لم يستطيعوا تجاوزه: «حقيقة لا أرى أي ملحن في وقتنا الحاضر قادرا على تقديم أعمال غنائية يستطيع من خلالها تجاوز أهم عملين غنائيين قدمتهما في الخمسة أعوام الأخيرة مثل أغنية «الأماكن» التي أداها فنان العرب محمد عبده و«صدفة» التي قدمتها الفنانة اللبنانية يارا وجميعها من كلمات الشاعر منصور الشادي إذ فرض هذان العملان حضورهما على المشهد الفني والإعلامي إلى هذه اللحظة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا التقييم ليس تقليلا من زملائه الملحنين عدا كونه واقعا ملموسا وثقة متناهية بما قدمه في الأعوام الأخيرة، وكشف الصالح مكمن الخلل في الألحان المتداولة في الفترة الجارية وأنها قصيرة العمر ولا تستمر لأطول فترة: «منذ فترة وأنا أستمع لكل ما يطرح من أعمال غنائية بأصوات نجوم الأغنية العربية وهي أعمال جيدة لحد ما لكن ما يعيبها أنها تعد وقتية، ولا تستمر طويلا في ذاكرة التاريخ». وعما قد يحمله تصريحه ل«شمس» من ردود فعل توتر في العلاقة بينه وبين بقية زملائه الملحنين: «هذا رأيي فيما أراه خصوصا في الأعوام الأخيرة واختلاف الرأي بيننا لا يفسد للود قضية، فما زلت عند هذا الرأي بأن زملائي الملحنين الكبار منهم والصغار أيضا عليهم تقديم أعمال تشعل فتيل ساحة الأغنية وأنه يجب عليهم تقديم روائع غنائية تتجاوز ما قدمته في «الأماكن» و«صدفة» بغض النظر عن تأويل حديثي هذا لأمور أخرى». وعلى الرغم من أن الصالح صعد بحديثه ل«شمس» لهجة التحدي لجميع الأسماء الموجودة إلا أنه شدد على أن هذه الآراء التي يطلقها في الوقت الراهن تندرج تحت إطار الرأي الفني مع إصراره على أن الساحة أصبحت تفتقد للأغنية اللافتة والمثيرة للذائقة: « ما أتحدث عنه يعد رأيا فنيا صرفا، وما زلت مصرا على أنه لا يوجد ما يستفزني في الساحة، لذلك أفكر جليا هذه الأيام في التوقف عن تقديم الأعمال العاطفية، وسأتجه للأعمال الوطنية كما لا أخفي الجمهور سرا بأن لدي أعمالا غنائية حبيسة الأدراج لم تر النور ولن أطلقها حتى يأتي من يتجاوز الأماكن»؛ وتأتي هذه التصريحات في عز النجاحات المتواصلة التي يسجلها الصالح والتي كان آخرها أغنية «أبشرك حنا بخير وسلامة» من كلمات ابن الوطن وغناء ماجد المهندس، كما قدم مع نفس الفنان والشاعر أغنية «لوّح بكفك» التي حملت اسم الألبوم الوطني الذي واكب عودة الملك من رحلته العلاجية في الخارج، ويعد من أهم الأسماء التي سجلت حضورا على المستوى العربي سافرت ألحانه من خلال عدد من الحناجر من المحيط إلى الخليج، وعلى الرغم من هذه المكانة التي يحظى بها في الأوساط الغنائية إلا أن تصريحاته التي يغلفها التحدي من المتوقع ألا تروق لكثير من المنتمين للوسط وخصوصا الملحنين الذين قد تثير حفيظتهم مثل هذه الأحاديث التي وصفت إمكانياتهم بأنها مهما بلغت لن تتجاوز أغنيتين بحجم «الأماكن» و«صدفة» في إشارة منه إلى أن هاتين التجربتين وضعتا سقفا عاليا للأغنية المحلية والعربية .