لقي جناح مكتبة جرير في معرض الرياض الدولي للكتاب إقبالا حاشدا من مختلف المستويات الثقافية كان أبرزه حضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي حضر خصيصا لحفل توقيع نظمته المكتبة لكتاب الشيخ عبدالله بن إدريس الذي تضمن أعماله الشعرية الكاملة والصادر عن مكتبة جرير. وقد احتشد عدد كبير جدا من الزوار للحصول على نسخ موقعة من الشيخ عبدالله بن إدريس الذي حضر لأجله إضافة إلى وزير الثقافة والإعلام ووكيل الوزارة الدكتور عبدالله الجاسر وبعض رؤساء التحرير وعدد كبير من المثقفين والشعراء. وهذه المرة الثانية التي يطبع فيها كتاب الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر ابن إدريس، حيث تم طباعته المرة الأولى بشكل محدود تزامنا مع مناسبة «الشخصية السعودية المكرمة» ويحتوي على قصائد الشيخ خلال 60 عاما والتي سبق أن صدر منها في دواوينه الثلاثة «في زورقي، إبحار بلا ماء، أأرحل قبلك». ومن المعروف عن الشيخ انتماء شعره إلى المدرسة الرومانسية وهو ما تعرض له بالتحليل ابنه الدكتور زياد بن عبدالله بن إدريس، كما تميز ابن إدريس بمفارقة كبيرة في لغته فهو الشاعر النجدي الذي قضى عمره في منطقة صحراوية ومع ذلك يصف النقاد لغته «بالبحرية» ويبدو ذلك جليا في عناوين دواوينه، وهو ما يعلق عليه الدكتور زياد في زيادة لعجب النقاد مخاطبا إياهم وقائلا عن أبيه «وهو لا يعرف السباحة أيضا»!. وفي شهادة للدكتور عبدالله الوشمي رئيس نادي أدبي الرياض اعتبر ابن إدريس هو الشاعر المتعدد بناء على حضوره كشاعر وكإداري وكناقد وإعلامي «يمثل الشيخ الأديب عبدالله بن إدريس قامة أدبية مهمة في المشهد الثقافي المحلي، وإذا كان قد حضر عند كثيرين بصفة الشاعر والإداري، فإن صفات أخرى لا تقل عن هذه حضرت في شخصيته، وذلك من خلال تيارات عدة تشكلت في إهابه الفكري، وهو الذي يدعوني هنا أن أصفه بالمتعدد، أريد في هذه الشهادة الموجزة أن أضع اليد مباشرة على دوائر التأثير التي صنعت من عبدالله بن إدريس الرجل الذي نعرفه بأثره في حراكنا الثقافي، أما الشعر فهو الذي برز فيه، وصنعت أشعاره أفقا واسعا من التلقي عند عدة أجيال، خاصة عندما دخل إلى النصوص المدرسية، لاسيما وصوته يأتي مع رفاقه من نجد، على حين تأتي الكثرة الشعرية من الحجاز، إضافة إلى أنه لا يقدم صيغة الشاعر فحسب على المستوى الأدبي، وإنما هو شاعر وناقد، ونستطيع أن نشير إلى الجانب الإعلامي في شعرية عبدالله بن إدريس من خلال النصوص الشعرية التي صدح بها من خلال إذاعات العرب، ودخلت إلى المقررات المدرسية، وحضر في تجمعات أدبية عربية متعددة، وأما الجانب الإداري المتمثل في رئاسة النادي الأدبي، وهي أظهر فترة في سيرته، فحضوره كان محوريا من خلال انتمائه لنادي العاصمة. ولكن الذي لا يعرفه عدد من المنتمين إلى المشهد الثقافي والإعلامي المعاصر أن ابن إدريس هو رجل إعلام، فهو مؤسس مجلة الدعوة، ورئيس تحرير، وعضو مجالس عدة للصحف، وظل كاتبا لفترات طويلة».