مخطئ من يعتقد أن مشاكل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر مع الاتحاد الإنجليزي ومسؤوليه بشكل خاص والكرة الإنجليزية بوجه عام، وليدة اللحظة، أو أن فصول المشكلة بدأت منذ أعوام قليلة، لأن التاريخ الذي لا يكذب يعرف أن الإنجليز دعموا الكاميروني عيسى حياتو في 2002 لتولي منصب رئاسة الفيفا على حساب بلاتر. وبين شد وجذب يبقى التساؤل الأكبر مطروحا.. لماذا يرى الإنجليز بكافة أطيافهم أن بلاتر ضدهم؟ وفي الوقت نفسه لماذا يتدخل بلاتر في الشأن الإنجليزي بصورة أكبر من غيره. وتشير آخر التقارير الصادرة من الصحافة الإنجليزية إلى أن الاتحاد المحلي سيدعم أي مرشح ضد بلاتر خلال العملية الانتخابية المقررة في يونيو المقبل، ليجدد بذلك موقفه الذي سجله في 2002، مضيفة أن القطري محمد بن همام يبدو المرشح الوحيد لمنافسة بلاتر، ما يعني أن الإنجليز سيقومون بكل ما في وسعهم لتنصيبه رئيسا ل «فيفا». ورغم غموض القضية بين الجانبين إلا أن تصرف الإنجليز في دعم بن همام يبدو سببه واضحا، حيث يشعر المسؤولون هناك بغضب شديد على خلفية عملية التصويت على اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم 2018، التي حظيت بشرف تنظيمها روسيا، في حين نالت إنجلترا صوتين فقط في التصويت الذي أجري في الثاني من ديسمبر الماضي. واتهمت إنجلترا بلاتر ومعاونيه بتلقي رشوة لإنجاح الملف الروسي، حيث نشرت صحيفة «جارديان» تقريرا حول الأحداث، مؤكدة أن رئيس الاتحاد الدولي اجتمع مع شخصيات روسية مطلوبة من الشرطة الدولية «إنتربول» قبل عملية التصويت لاختيار البلد المنظم. ونفى بلاتر بشدة تلك الأحداث، إلا أن الإعلام الإنجليزي الأقوى تأثيرا على الساحة، رد عليه بطريقة لم يكن يتوقعها حين بث صورا له مع واحد من أشهر شخصيات المافيا الروسية ويدعى إليمزان توختاخينوف، ومن المطلوبين لدى الشرطة الدولية لتورطه في جرائم عدة ويصنف من ضمن أخطر الرجال في روسيا. ونجحت الصحف الإنجليزية في إثبات بعض الفساد الإداري لدى فيفا من خلال صحيفة «صنداي تايمز» التي كشفت عن عملية بيع أصوات بين أعضاء «فيفا» للملفات المرشحة لاستضافة كأسي العالم في عامي 2018 و 2022، حيث أصدرت لجنة الأخلاق التابعة للاتحاد الدولي عقوبات تتراوح بين عام واحد وأربعة أعوام بحق ستة أعضاء. وكسب القطري بن همام بذلك دعما كبيرا، لم يسع له بنفسه، من أجل تحقيق طموحه بترؤس الاتحاد الدولي ليكون صاحب السلطة الأعلى في مجال كرة القدم، وبحسب تقارير إعلامية، فإن الإعلام الإنجليزي سينظم حملة قوية يدعم بها بن همام، ولن يكتفوا فقط بتأمين بعض الأصوات له. ويقف ممثلو القارة الآسيوية لدى «فيفا» إلى جانب بن همام الذي أعلن صراحة رغبته في خدمة الكرة الآسيوية بشكل أكبر، خصوصا مع الدور البارز الذي قام به في إنجاح ملف استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022، وينوي رئيس الاتحاد الآسيوي تنظيم زيارة إلى الاتحاد الإنجليزي في وقت عاجل لتقوية علاقته بهم بشكل أكبر، في وقت أعلن فيه بلاتر تمسكه بمنصبه ورغبته في الاستمرار حتى 2015، ويجد أيضا دعما من جهات مختلفة مع سعيه طوال الفترة الماضية في مساعدة الاتحادات القارية الضعيفة في إفريقيا وأوروبا لكسب ودهم وضمان أصواتهم مثلما حدث مع كوريا الجنوبية واليابان في وقت سابق، ومن ثم جنوب إفريقيا وروسيا