لم تعد السمنة مشكلة تقتصر على الدول الغنية، فقد زحفت على الدول النامية أيضا. هذا هو حال مصر التي تتزعم قائمة الشعوب الإفريقية المعانية من السمنة، التي تعانيها 35.7 % من المصريات البالغات. ويتبع أرض الفراعنة على قائمة بدناء إفريقيا كل من جنوب إفريقيا بنسبة 27.4 % من إجمالي السكان وسوازيلاند «23.1 %»، ثم موريتانيا «16.4 %» وليسوتو «16.1 %» وناميبيا «11.7 %»، تليهم غانا «9.3 %» وجمهورية الكونغو «7.5 %» وزيمبابوي «7.2 %، وكلها تواجه مشكلة البدانة. إن المشكلة تتجاوز كونها قضية صحية فحسب رغم أهميتها، ويؤكد الباحثون أنها تؤثر سلبيا أيضا في اقتصادات الدول النامية. ووجدت الدكتورة زانديل مشيثا، الباحثة بمجلس بحوث العلوم الإنسانية في جنوب إفريقيا، أن سوء التغذية والإفراط في التغذية ظاهرتان مرتبطتان وتنتشران في المجتمعات الإفريقية الفقيرة. وتخصص مشيثا أبحاثها للتعريف بالسياسات الكفيلة بمعالجة مشكلة البدانة المتنامية في إفريقيا. وتقول إن «البدانة قد تتسبب في جميع أنواع الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل، ومشاكل في القلب، فضلا عن أنواع مختلفة من السرطان». وعن آثار البدانة على الاقتصاد، قادت الباحثة مشروعا بحثيا أخيرا للتحري في مدى انتشار مشكلة السمنة في إفريقيا. وشرحت «عامل مزرعة بدين ليس منتجا بنفس قدر عامل آخر ذي وزن صحي. فالبدين غير قادر على المشي لمسافات طويلة أو الوقوف لفترة طويلة أثناء أداء عمله. والنتيجة هي أن فقدان الإنتاجية بسبب السمنة يؤدي إلى عرقلة النمو الاقتصادي». كما تؤدي مشكلة البدانة أيضا إلى التغيب عن العمل «فالبدين يضطر إلى الذهاب إلى الطبيب عددا من المرات أكثر بكثير من الأشخاص الأصحاء، خاصة إذا كان يعاني أحد الأمراض الناجمة عن السمنة، وهذا يؤثر بدوره في الإنتاجية لا سيما في حالة انتشار مشكلة البدانة على نطاق واسع». هذا، ويجري التعرف على ما إذا كان الفرد يعاني السمنة أو زيادة الوزن، عن طريق استخدام مؤشر كتلة الجسم، بتقسيم وزن الشخص بالكيلوجرام على طوله بالمتر المربع. ومن المتفق عليه عموما هو أن مؤشر كتلة الجسم بأكثر من 25 كلجم لكل متر مربع يعتبر زيادة في الوزن، وأن مؤشر كتلة الجسم بأكثر من 30 كلجم /متر مربع يعتبر سمنة مفرطة. يضاف إلى ما سبق أن انتشار السمنة يضع المزيد من الضغوط على نظم الرعاية الصحية العامة المثقلة بالفعل في إفريقيا، خاصة أن العديد من الدول الإفريقية تناضل ضد نقص في عدد الممرضات والأطباء وإخصائي الرعاية الصحية، فضلا عن الافتقار إلى الأموال اللازمة للمستشفيات والعيادات. وبدوره، أفاد الدكتور سيغاميتسي مروابولا، المحاضر الجامعي عن شؤون الاقتصاد المحلي والمنزلي في بتسوانا، أن الطالبات تمثلن ما يقرب من 21.5 % من الطلاب الذين يعانون البدانة أو زيادة الوزن، مقارنة بنحو 18 % من الطلاب الذكور. وشرح أن صناعة الأغذية مسؤولة جزئيا عن مشكلة السمنة في بوتسوانا، قائلا إن «الناس يأكلون الآن المزيد من الأطعمة عالية الدهون والسكر. ونحن لا نقصد فقط الوجبات السريعة مثل الهامبرجر والنقانق المقلية، ولكن أيضا الوجبات الخفيفة الأخرى». وأفاد بأن نصف الشبان قالوا إنهم يأكلون الوجبات السريعة بانتظام، إضافة إلى 26 % من الذين يتناولون وجبة الطعام خارج المنزل على الأقل مرة يوميا .