خفايا «اليونيفورم» البرتقالي التي نشرتها «شمس» في مهمتها المعنونة ب «متعة حرام تحت رداء أصفر» لعلها لم تكن مفاجئة أو حتى مستغربة لدى كثيرين، ممن يرون بداهة حاجة عمال النظافة إلى مورد رزق آخر غير كنس الشوارع، ليضيفوا مبلغا زهيدا آخر فوق ال 300 التي يتقاضونها. وقبل أن نشرع في «نشر الغسيل» ونعرض مساوئ بعض ما يقوم به أولئك العمال، علينا أن نبحث في إمكانية الاستغناء عن هذه الفئة أو حتى التعويض عنها بفئة أخرى، وما دام من الصعب أو ربما من المستحيل إحلال الأيدي الوطنية العاملة مكان تلك العمالة، يظل الصبر على أذاهم خيارا جيدا. ال 300 التي هي راتب العامل الذي يكدح لتنظيف شوارعنا من مخلفات «متخلفينا» كانت أكثر ما أثار تعجبي في تلك المهمة، وجعلتني أرى ما يقوم به بعضهم نتيجة مترتبة على عوامل عدة، بدءا من العمل في إنزال أنابيب الغاز وجوالين المياه الذي لم يكن ليستمر ويتخذ مصدرا للزرق دون تجاوب أو ربما طلب من المواطنين أنفسهم. أما عن قيام بعضهم بالسرقة وتمرير المكالمات واختراق المواقع الإباحية «بتسعيرة ممتازة للدقيقة» فمثل تلك الأفعال لا يستغرب صدورها من فئة لا تزال تلمس الاحتقار والإشعار المتعمد بالدونية بما لا يحتاج إلى مثال. ولعل من المفيد حال اكتشاف مثل تلك الأعمال من بعض العمال زيادة ساعات عملهم أو مساحات تنظيفهم، بحيث لا يجدون وقتا كافيا لمثل تلك الممارسات، فتكون عقوبة مجهدة متماشية مع مقدرتهم في القيام بأكثر من وظيفة وتحملهم لضغوط العمل. اعتزام المشروع إحلال عمالة من جنسيات مختلفة طريقة أتوقع أن تكون ناجعة جدا، حيث سيصعب عليهم حينها التواصل والعمل الجماعي مع اختلاف جنسياتهم ولغاتهم. الجانب المحزن في الأمر هو عودة زبائن تمرير المكالمات اضطرارا إلى تسعيرات شركات اتصالنا!