أن يتحدث الأمير سعود الفيصل عن الحوار فنحن نتحدث عن عشرات السنين من الدبلوماسية القائمة على الحوار.. عن رجل استمد سمعته الدولية بقدرته المتفردة على الحوار وتقريب وجهات النظر وردم حفر الخلافات.. وأن يتحدث الفيصل عن قطع الأصابع التي تتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ومن ثم يقول إن أفضل طريق لحل مشكلات السعوديين هي الحوار، فهنا لمحة رائعة وهي أن الحوار الداخلي هو الآلة التي سنقطع بها أصابع التدخل الخارجي.. الحوار الذي يضع كل المشكلات على الطاولة، ويعالجها ويرسم خريطة طريق واضحة للحل.. الحوار الذي يقطع الطريق أمام من يريد الاصطياد في الماء العكر.. الحوار الذي يجعل كل شيء مسموعا بصوت واضح ومنطقي. منذ أشهر والمنطقة العربية تغلي على قدر المشاكل المسكوت عنها.. مشاكل الشعوب التي ردمت بتراب الصمت سنوات طويلة.. الشعوب التي لم تجد من يتحدث معها بوضوح ومنطقية ونية صادقة للإصلاح.. الشعوب التي لم تجد إلا الانفجار للتعبير عن غضبها.. وإعادة رسم الخريطة بطريقتها القاسية.. حيث لم تجد طريقة أخرى ناجعة إلا هي. الفيصل كان واضحا، الحوار هو الحل الأمثل.. وسوف نكون سعداء جدا لو بدأنا مرحلة جديدة من الحوار المفتوح.. ليس حوار العلاقات العامة وتبييض الصورة وتقريب وجهات النظر المتقاربة.. بل حوار المكاشفة والوضوح الذي يبدأ ولا ينتهي حتى آخر مشكلة وطنية. الشعب السعودي قال كلمته يوم الجمعة عندما لم يركب موجة الغوغائية والتخريب.. وهو يقول ضمنا: الحوار سيحل مشاكلنا كما قال الفيصل.. والقيادة الحكيمة جديرة بتبني هذا الحوار كما تبنت قبل ذلك. الشباب السعودي فتح أبوابا ضخمة للحديث والمكاشفة والتعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. والأخذ بهذه المكاشفات لتكون نواة لحوار وطني مفتوح هو أملهم بالتأكيد.. الشباب الذين يحاولون الآن رسم مستقبل بلدهم كما يتخيلونه.. جميلا ومنفتحا وحرا. أحلام الشباب بين يدي القيادة الآن.. والوطن يحتاج منا الكثير.. وكلنا فداء له.