لم يكن المحترف الروماني رادوي مخطئا عندما قال إن مباراة «الديربي» ذهبت نتيجتها للفريق الأفضل، فالفريق الهلالي كان يستحق الفوز بنتيجة كبيرة قد تصل إلى السبعة أو الثمانية عطفا على الكرات الانفرادية التي تهيأت للكوري وياسر والقرني وويلي، إضافة إلى ركلتي الجزاء اللتين لم يحتسبهما الحكم.. مقابل محاولات نصراوية خجولة لم يستحق معها النصر هز الشباك.. والحقيقة أن هذا المستوى الفني المرتفع الذي ظهر عليه الهلال في المباراة جاء نتيجة للإشارات الإيجابية في العقل الباطن لكل لاعب هلالي.. وجميع المنتمين للكيان الأزرق.. وهو الأمر الذي يفتقده النصراويون منذ سنوات طويلة.. حيث يدخلون دائما مثل هذه المباريات بأفكار لا يمكن أن تتواءم مع الرغبة الملحة لتحقيق الفوز.. فالمدرب النصراوي مثلا ربما لم تكن خطته دفاعية بالشكل المتحفظ الذي شاهدناه.. فهناك احتمالات أخرى ربما تكشف أن اللاعب النصراوي كان يعود للوراء ويتراجع بشكل لا إرادي يدفعه شعور بالقلق والخوف ومحاولة حماية المناطق الخلفية لفريقه.. الأمر الذي خلق هذا التراجع والتقهقر في الخطة النصراوية التي كان من الممكن أن تكون أكثر تحررا وانطلاقا مما كانت عليه لو أن النصراويين أوجدوا طريقة نفسية للتخلص من الترسبات العقلية السلبية التي تلازمهم دائما خاصة عندما يلتقون بالفريق الهلالي.. ولعل الجماهير النصراوية دائما تتساءل عن سر تراجع فريقها في مبارياته مع الهلال.. وتتمنى لو أن كل المدربين السابقين تخلوا عن حذرهم الدفاعي وأعطوا اللاعبين الفرصة للاندفاع والمبادرة في الهجوم على المرمى الأزرق.. لكن شيئا من هذا لم يحدث.. والأمر الذي يجب أن تدركه الجماهير الصفراء هو أن اللاعب النصراوي يحتاج إلى التجرد من الأفكار التي يفرضها المجتمع الأصفر على عقله.. ويبقى تحت تأثير وطأتها داخل أرض الملعب.. ولعل ذلك وضح جليا في المباراة ليس على اللاعب المحلي فحسب بل إن هذا الشعور السلبي وصل للحد الذي جعل من المحترف «بيتري» يرفض التقدم خارج منطقة جزائه بطريقة بدائية مضحكة تسببت في ولوج الهدف الهلالي الثاني.. وخلاصة القول إن على النصراويين اللجوء للبرمجة العصبية «nlb».. فربما تجدي نفعا للخروج من هذه الدوامة.