هدد الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي يواجه انتفاضة شعبية غير مسبوقة، أمس، الاتحاد الأوروبي بأن بلاده ستوقف دعمها لمكافحة الإرهاب الدولي والهجرة غير الشرعية. واعتبر نجله سيف الإسلام أن الانتصار في المعركة مع المتمردين بات غير بعيد. وأعلن أمام مئات من الشبان المؤيدين للنظام تجمعوا في قاعة بالعاصمة طرابلس، أمس الأول، أن ليبيا لا تخشى قوات حلف الناتو ولا أمريكا أو الاتحاد الأوروبي؛ الذي حاول قادته إزالة انقساماتهم حول الاستراتيجية التي يتعين عليهم تبنيها في ليبيا، خلال قمة أزمة في بروكسل واتفقوا على المطالبة بتنحي القذافي فورا. وذكرت وكالة الأنباءالليبية الرسمية، أن القذافي «وجه رسالة إلى قادة أوروبا المجتمعين في قمتهم أشار فيها إلى أن أمامهم خيارين: إما أن تستمر ليبيا في محاربة عصابات القاعدة التي ظهرت في بعض المدن فجأة، وتستمر في عضوية التحالف الدولي ضد الإرهاب، أو أن التحالف يتخاذل في دعم ليبيا، ويتجاهل دورها الفعال في إيقاف الهجرة وفي بث الاستقرار في إفريقيا كلها. وفي هذه الحالة، فإن ليبيا ستكون مضطرة وغير ملومة في الانسحاب من التحالف وتغيير سياستها كلية تجاه القاعدة وترفع يدها عن الهجرة ليتدفق الملايين نحو أوروبا». واستعادت قوات النظام الليبي السيطرة على بلدة رأس لانوف بعد عمليات قصف مكثفة، وتهدد بالتقدم باتجاه الشرق الذي يسيطر عليه الثوار. وتحت وابل من القنابل والقذائف تراجع الثوار راجلين أو مكدسين في شاحنات خفيفة، باتجاه الشرق. وأعلن التليفزيون الليبي أنه تم «تطهير» رأس لانوف، مؤكدا أن القوات الليبية تتقدم حاليا باتجاه بنغازي أهم مدن شرق ليبيا ومعقل المعارضة. بيد أن العقيد بشير عبدالقادر وهو أحد قادة الثوار أكد أن رجاله شنوا هجوما مضادا ليلا، وقال «طرد الجيش الليبي من رأس لانوف أثناء الليل من قبل فدائيينا. إنها الآن مدينة خالية لا أحد فيها». وقال المتحدث باسم المعارضة في بنغازي مصطفى الغرياني «خط الجبهة يتغير من ساعة إلى أخرى». ميدانيا، أصبحت مدينة البريقة النفطية خط المواجهة الأول بالنسبة إلى حركة التمرد التي انطلقت من بنغازي ووصلت حتى بلدة بن جواد التي تبعد بضع عشرات الكيلومترات غرب رأس لانوف. لكن غداة وصولهم إلى بن جواد في الخامس من مارس، طردوا من قبل قوات القذافي التي أصبحت ضرباتها تزداد عنفا. وفي باقي أنحاء ليبيا، لا يزال الثوار يسيطرون على مصراتة «150 كيلومترا شرق طرابلس» ومدن أخرى في الشمال الغربي، بحسب شهود. وتوافدت أعداد من الليبيين على الأراضي التونسية عبر الحدود البرية في ظل احتدام الأعمال العسكرية بين القوات الحكومية والمناوئين للنظام. وأفادت تقارير واردة من رأس جدير «بأن 884 ليبيا عبروا الحدود، أمس الأول، من إجمالي 2776 نازحا من جنسيات أخرى». وأعلن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم الذي يقوم بمهام وزير النفط أن مصفاة الزاوية «40 كيلومترا غرب طرابلس»، عادت، أمس، إلى العمل بكامل طاقتها بعد أن توقفت بسبب المعارك قبل ثلاثة أيام. وكان العمل توقف بسبب خوف العمال على حياتهم قبل أن تستعيد القوات الموالية لنظام معمر القذافي السيطرة على الزاوية .