دخل مصطلح «زنقة» الذي استخدمه الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب شهير ألقاه قبل نحو أسبوعين، قاموس الشباب السعوديين بطريقة ساخرة. وفي حين بدأ بعضهم في إقحام الكلمة في تليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يرددها الكثيرون في حواراتهم وجلساتهم، وحتى خلال وجودهم بالشوارع خاصة في فترات الزحام. وسألت «شمس» عددا من الشباب الذين رددوا الكلمة من باب المزاح في أحد المقاهي عن مدى معرفتهم بمعناها، فبين أنهم يقصدون بها «الأزمة»، كما أن غالبية منهم ترددها في الفترة الحالية تعبيرا عن إحساسهم بضيق وكبديل لكلمة «خنقة». وقال الشاب سلمان إن أصدقاءه يرددون هذه الكلمة في كل شيء حتى في غير موضعها، وهو ما يقابله الآخرون بالضحك والسخرية، فيما ألفت مجموعة من الشبان السعوديين مقطعا موسيقيا «ريمكس» تحت اسم «زنقة زنقة» يلقى رواجا على اليوتيوب والعديد من المواقع الإلكترونية. ومن الناحية اللغوية يقصد ب «الزنقة» الطريق الضيقة، ومنه أخذ معنى الضيق الذي يرتبط أيضا به، علما بأن اللفظ شائع في مدن شمال إفريقيا، خصوصا الساحلية منها، حيث تشتهر في مصر مثلا «زنقة الستات» التي تعد أشهر شوارع الإسكندرية من حيث الضيق. وكان القذافي استخدم اللفظ في إطار تأكيده أنه لن يستسلم أمام مطالب الثورة الشعبية التي تجتاح ليبيا منذ 17 فبراير الماضي، مشددا على أنه سيواصل الحرب حتى لو خاضها «صحراء لصحراء ومدينة مدينة وشارع شارع وزنقة زنقة» .