بشعار «وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه» يتحدد مساء اليوم وعند الساعة 8.30 الطرف الأول لنهائي كأس ولي العهد ويحتدم الصراع والتنافس المثير بين الفريقين العملاقين والجارين اللدودين النصر والهلال في نصف نهائي البطولة عندما يتواجهان في نهائي مبكر سيجبر الجماهير الرياضية الباحثة عن المتعة والقوة والندية بمختلف ميولها وألوانها على متابعة اللقاء بأدق حذافيره وأحداثه، فيكفي أن يكون اللقاء بينهما ليكون عنوانا لكل فنون ومتعة كرة القدم التي ستكون حاضرة على أرض درة الملاعب ملعب الملك فهد الدولي، في صراع أبدي وتاريخي يجمعهما تذوب في ثناياه الفوارق الفنية وتضيع توقعات المتوقعين وتتلاشى آراء المحللين ليبقى الفاصل في تحديد الفائز ما يدور داخل المستطيل الأخضر لوقت محدد لا يعترف بما كان قبله وما سيحدث بعده فعندما تضيق السبل وينكشف المستور، يأتي اللقاء لتكمل نتيجته للمنتصر كل نقص وتداوي فيه كل جرح، وتتفتح للخاسر ملفات مغلقة وتطيح برؤوس مرتفعة؛ ليبقى الدور الأهم بإعداد لاعبي الفريقين إعدادا نفسيا يذيب كل الفوارق ويحقق المأمول. وصل النصر لهذا الدور بعد أن تغلب على فريق القادسية وأتبعه بفريق الرياض ويمثل هذا اللقاء فرصة سانحة له للعودة إلى جادة البطولات ومنصات التتويج التي طال غيابه عنها، بينما وصل الهلال اللقاء بعد أن أطاح بالأهلي ومن قبله نجران ويهمه كثيرا المحافظة على لقبه، فلهذا يدخل الفريقان اللقاء بآمال عريضة يسعيان لتحقيقها، فمن المؤكد أن مدربي الفريقين الكرواتي دراجان والأرجنتيني كالديرون سيبذلان ما في وسعهما للفوز وإسعاد جماهيرهما، باتباع طريقة واحدة تتمثل في 4/2/3/1 لاجئين إلى إغلاق المناطق الخلفية وتكثيف منطقة الوسط، معتمدين على الهجمات المعاكسة السريعة وذلك بانطلاق لاعبي الوسط للأطراف مع إكمال القادمين من الخلف للهجمة والدخول للمساندة الهجومية لتطبيق الشق الهجومي في حال امتلاك الكرة، وعودة اللاعبين كمجموعة واحدة للمناطق الخلفية في حال فقدها لتطبيق الشق الدفاعي مع التركيز على الأطراف لشن الغارات الهجومية، فلذا يتوقع أن يشهد وسط الميدان صراعا قويا من أجل السيطرة على مجريات اللقاء من الفريقين في محاولة كل منهما لفك شفرة خصمه والوصول لشباكه؛ فإحراز أحدهما هدفا قد يكون كافيا ليحزم خصمه حقائبه ويعلن نفسه كطرف أول للمباراة النهائية. وبإلقاء نظرة عاجلة على صفوف الفريقين نجد أن حراسة النصر تبدو مطمئنة بوجود العنزي بينما يقف العتيبي بكل ثقة حاميا للعرين الهلالي، ويتفوق دفاع الهلال على نظيره دفاع النصر بالاستقرار والانسجام فوجود لي يونج وهوساوي والمرشدي والدوسري يمنح الهلاليين الثقة وراحة البال، بينما لا يزال دفاع النصر يعاني من كثرة التغيير وعدم الاستقرار بين عناصره فالدوخي وماكين وهوساوي وعبدالغني كثيرا ما أحرجوا حارس مرماهم بأخطاء قاتلة، كما يتفوق الهلال بوجود محاور دفاعية يصعب اختراقها فرادوي وعزيز يمثلان ثقلا واضحا وخطا أول للدفاعات الهلالية ويتفوقان خبرة وتمرسا على محاور النصر بوجود غالب وبيتري؛ ليبقى الصراع على أشده في الوسط الهجومي فالهلال يتواجد فيه لاعبون أصحاب خبرة وقدرة على صناعة اللعب وإنهاء الهجمات, فوليهامسون والفريدي والشلهوب قوى لا يمكن إغفال قدرتها على صناعة الفارق، يقابلهم في النصر سعود حمود وفيجاروا والقحطاني بانطلاقتهم السريعة واستغلالهم للثغرات في الدفاع المقابل، لتبقى الآمال معقودة في اقتناص المهاجمين للفرص المتاحة بحضور مطوع النصر كمهاجم قادر على التسجيل ومشاغبة المدافعين، يقابله ياسر القحطاني صديق الشباك العائد بعد غياب، وسيحتفظ مدربا الفريقين بعدد من الأوراق الهامة بجانبهما فالحارثي والسهلاوي وعباس والزيلعي في النصر, وأحمد على والعابد والدوسري والمحياني في الهلال, وتعد هذه الأوراق رابحة وسيلجآن لها وقت الحاجة .