إلى أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، بما أني من أبناء مدينة جدة وساكنها منذ ما يقرب من نصف قرن وتحولت المدينة إلى الجزء الأساسي من روحي وفكري وكل حياتي، فإنني أكتب إليك هذه الرسالة ألما وقهرا وتعبا وحرقة، مما يحدث في مدينة جدة، فهل مسموح لي أن أشكو إليك أمينها؟ حسنا، سأفترض أنه مسموح لي الشكوى، كمواطن، هذا أولا، وكابن من أبناء جدة، ثانيا، فيا أخي الكريم خالد الفيصل، واسمح لي أن أناديك يا «أخي» من باب قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) طبعا أخي الكبير، فيا أخي الكبير، إننا نرى دور أمانة جدة، ما زال باهتا وليس له لون ولا رائحة ولا طعم، فتخيل يا أخي أننا صرنا نرى شوارع جدة وقد ذاب «أسفلتها» حتى بانت ضلوعها ترابا، صرنا نشم رائحة «النفايات» أعزكم الله، أكثر من كمية الأكسجين في الأرض، طبعا، الصرف الصحي لن أتكلم عنه إلا بعد سنوات ولا أدري أهي طويلة أم قصيرة! فكيف لكم، أيها الأخ الأكبر، أن تقبلوا لنا العيش والحياة في ظل هذه البيئة الملوثة ذات الشوارع المهترئة، وثق أيها الأخ الأمير أنني لا أتكلم عن شوارع فرعية أو صغيرة أو داخل أحياء قديمة، إنما أتكلم عن شوارع رئيسية مثل شارع اليمامة وصاري قريش عبدالرحمن السديري، وغيرهم كثير جدا، فكيف، يا سمو الأمير بالشوارع الداخلية، فهي شوارع أشبه بالمتاهات، والأغرب أن الأمانة تقوم بعملية «ترقيع» وهذه تزيد من تشويه جدة. لنتفق، أن جدة تعاني مشاكل كثيرة، أهمها، الصرف الصحي والحفر والمطبات في شوارعها والنفايات، أما الصرف الصحي فقد مللنا الحديث عنه دون الوصول إلى حلول، طيب هل هناك مشكلة كبيرة جدا لا تستطيع الأمانة أن تحلها في موضوع جبال النفايات بين بيوتنا وشوارعنا؟ أما المطبات والحفر، فلا أرخص الله شيئا قدر «الزفت» ونحن دولة بترول. فيا أيها الأخ الأكبر أيها الأمير، أرجو قبول شكوتي ضد أمانة مدينة جدة لأنها أتعبتنا.