كشف مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان، أنه سيتم خلال الأشهر القليلة المقبلة إجراء تمرين مشترك للقوات الجوية السعودية والتركية في تركيا، وتعاون في تبادل الدورات عبر إرسال بعض الضباط وضباط صف إلى تركيا، مبينا أن هذا سيكون قليلا من الكثير المقبل بما يعود نفعه للوطن. وأبرز خلال استقباله في مكتبه بالمعذر، أمس، وزير الدفاع الوطني التركي محمد وجدي جونول والوفد المرافق له، ما يجمع شعبي البلدين من عوامل حضارية وخلفيات دينية حاسمة في تنامي العلاقات، مؤكدا وجوب استغلال هذه المعطيات لتنمية وتطوير هذه العلاقات والدفع بها إلى الأحسن. وقال الأمير خالد بن سلطان «نود أن نرى تركيا شريكا استراتيجيا للمملكة»، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أرسى خلال الزيارتين اللتين قام بهما لتركيا خلال عام ونصف، في أغسطس 2006، ثم في عام 2007، الأسس للانطلاق بهذه العلاقات نحو الأحسن، مشيرا إلى حرص ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز على القيام بزيارات مماثلة رسخت لبناء علاقات مميزة. وألمح إلى زيارته العام الماضي إلى تركيا وأنها أثمرت توقيع اتفاقية ثنائية، مؤكدا أن الاهتمام متصاعد بتحفيز هذه العلاقات من خلال تبادل الزيارات ومنها القوات المسلحة في البلدين. وقال «نحن ننظر للقوات المسلحة التركية نظرة احترام لما تضمه من إمكانات تقنية متقدمة، وخبرات قتالية محترفة، ومن هذا المنطلق نحن نعمل جميعا على دفع هذا التعاون قدما». ولفت الأمير خالد بن سلطان إلى أن التمارين المشتركة سياسة أقرت قبل نحو ثمانية أعوام بأمر من الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لأنه كان يركز على جانب التدريب فيقول «التدريب ثم التدريب ثم التدريب»، مشيرا إلى فائدة التمارين المشتركة مع عدة دول، وآخرها مع القوات الأمريكية، مرجعا التنويع في التدريب للاستفادة من تضاريس الدول المختلفة. وأوضح أن زيارة وزير الدفاع التركي جاءت بناء على الزيارتين التاريخيتين لخادم الحرمين الشريفين ولنجاح هذه الزيارات، فتمخض عنها التعاون العسكري الذي نراه الآن، مفيدا أنه وقعت اتفاقات مشتركة للتعاون بين البلدين وتبادل الخبرات والدورات في المجالات العسكرية كافة. واستعرض الأمير خالد بن سلطان العلاقات الوثيقة بين البلدين، معبرا عن الفخر بها منذ توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين عام 1929، وتعززت وشهدت تطورات تخدم البلدين وشعبيهما في ظل قناعة قيادتي البلدين بضرورة تنمية وتيرة هذه العلاقات لتصبح استراتيجية نظرا لزعامة الدولتين في المحيط الإسلامي. واقتبس ما قاله الرئيس التركي «بأن المملكة وتركيا أهم دولتين في العالم الإسلامي، فالسعودية فيها مكةالمكرمة والمدينة المنورة فهي قبلة المسلمين ولهذا توليهما السعودية اهتماما مضاعفا، أما تركيا فهي دولة مسلمة وديمقراطية تربط الشرق بالغرب، إضافة إلى علاقاتنا التاريخية العميقة المتجذرة دينيا وثقافيا». من جهته، نوه وزير الدفاع الوطني التركي، بعمق العلاقة التي تربط البلدين والدور الذي تقومان به في تحقيق السلام والعدالة بالمنطقة، مشيدا باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالعمل على دعم وتعميق العلاقات التي تربط البلدين وتمتد تاريخيا وتساعد في تحقيق التعاون بين البلدين في جميع المجالات