يقول مؤلف هذا الكتاب إنه قبل الظهور في برنامج «توداي» التليفزيوني لمناقشة الكتاب السابق، The Six Fundamentals of Success، كنت أتحدث مع مات لور حول بعض الأفكار المطروحة في الكتاب، ومباشرة قبل الظهور على الهواء، مال نحوي وقال: «هل تعرف ما يثير جنوني حقا؟ عندما يأتي الناس لمكتبي ليتحدثوا لمدة خمس دقائق وتمضي ساعة وما زالوا يتحدثون هناك! لم لا يستطيعون أن يدخلوا في الموضوع مباشرة؟». كان مات من الأوائل الذين تحدثوا بشكل خاص عن هذه القاعدة، ولكنه لم يكن الأخير، فعبر محادثات لا حصر لها مع الرؤساء التنفيذيين ومديري الشركات، في محاضراتي واجتماعاتي الاستشارية مع المديرين في بعض أكبر الشركات في البلاد، سمعت أسئلة متشابهة: كيف يمكنني أن أوقف الناس عن تضييع وقتي؟ كيف يمكنني أن أحافظ على بقاء المحادثات في مسارها؟ كيف يمكنني أن أفعل المزيد في وقت أقل؟ وقد حصلوا جميعا على نفس الإجابة: عن طريق الدخول في الموضوع. إن الدخول في الموضوع يتعلق بأكثر من الوصول إلى الهدف، إنه يتعلق بتحديد هدفك؛ سواء كان إتمام مهمة معينة أو في مهنتك أو حياتك. إنه يتعلق بمعرفة عالمك، عملك، ومنظمتك، ومجالك – ومكانك فيه، إنه يتعلق بالتركيز؛ إيقاف المشتتات، ووضع حدود شخصية، والتركيز على أهدافك، وأخيرا هو يتعلق بإدراك أن وقتك، حرفيا، هو حياتك. القواعد التالية هي دروس تعلمتها من خلال عملي الذي استمر عقودا مع المديرين والتنفيذيين، يمكنك أن تطبق هذه الدروس في حياتك الخاصة والمهنية، بغض النظر عن وظيفتك أو مدى ارتفاع مكانتك الحالية، أو المأمولة، في الشركات التي تعمل بها، هذا الكتاب سيساعدكم أشخاصا وقادة، أعضاء في الأسرة وأعضاء في المجتمع، على التركيز بشكل متواصل على أهدافكم، وهذا على حد علمي، هو أكثر ما يمكن أن يسهم في الأداء الفعال، لكن هذه القواعد ليست للأفراد فقط؛ حيث تستفيد الشركات أيضا من الدخول في الموضوع، في الواقع، أعتقد أن مساعدة الناس على الدخول في الموضوع هي المهارة القيادية الحيوية للعقد المقبل. وسواء كانت الظروف المستقبلية مواتية أو صعبة، فإن الأشخاص الذين يدخلون في الموضوع هم من سينجحون؛ لأن الدخول في الموضوع لا يتعلق فقط بالقيام بعملك بصورة أسرع، إنه يتعلق بوضع حياتك المهنية على طريق النجاح، حيث سيؤدي إلى نتائج عملية أفضل، ويحررك حتى تركز على كل شيء تعمل لأجله: مجتمعك، وهواياتك، ومهنتك، والأكثر أهمية، الأشخاص الذين تحبهم. رغم أن فائدة الدخول في الموضوع هي زيادة الوقت، فمن المفارقات أنه غالبا يتطلب منك أن تستثمر بعض الوقت والطاقة مقدما، كما يحدث مع أي نوع من التدريب الشخصي، إنه يتطلب الالتزام، والممارسة، والإخلاص، أقترح أن تطبق وضع القواعد الواردة في الكتاب التي تتناسب مع موقفك كبداية، دون كم الوقت الذي ساعدتك هذه القواعد في توفيره، أعدك أنك ستذهل بالنتائج. الحياة جميلة ولكنها هشة، إن الكوارث التي زلزلت عالمنا في بدايات القرن ال 21 في رأيي، جعلت الناس يدركون جيدا هذه الحقيقة، إننا نعيش في عصر تسود فيه روح التنافس، ولا يساويها قوة إلا رغبتنا في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وفي الوقت نفسه الذي يسعى فيه الموظفون من أجل إيجاد معنى أكبر في حياتهم، يناضل أصحاب الأعمال من أجل صنع قيمة أكبر من أجل العملاء وحملة الأسهم، كيف يمكنك أن تجد حلا لهذه المشكلة المتعارضة ظاهريا؟ عن طريق تحديد هدفك، ومعرفة عالمك، والتركيز، بمعنى آخر، الدخول في الموضوع.