إذا كان طالب التوجيهي يعاني من كثر الناس اللي تعطيه توجيهات، فالمشكلة اللي راح يواجهها لما يتخرج ويكتشف ان فيه مرحلة اسمها البحث عن عمل، وهذي بيعاني فيها من كثر الناس اللي تستلمه بعبارات ما يعرف لها جواب من نوع «وش بتسوي الحين؟».. طبعا هذا غير جرح المشاعر إذا صار محتاج فلوس، وصاروا يغنون له على موال «لين متى بتبقى تطلب فلوس وتظل عالة على أهلك؟» وفي ها اللحظة بالذات بيطق عرق الكرامة ويقوم الرجال وهو يحلف انه من بكرة إن شاء الله متوظف متوظف «باللي هي به.!» ياخذ الملف ويطق لك هذيك الترسيمة مع الوجه النعسان ولأنه «يفكر لبعيد» يروح للشركات القريبة عند بيتهم، يروح عند شركة زراعية ويفهمهم انه خبير محاصيل وعنده أفكار لتوطين زراعة اللوز، بعدها شركة صابون يعطيهم السيرة ويقول لهم انه مهتم بتطوير مساحيق الغسيل، وبعدها شركة الألومنيوم اللي راح يقنعهم إن أمنية حياته دعم الحركة الصناعية في هالمجال المهم، يوزع كل نسخ السيرة حقته بعد ما يقنع الناس انه بتاع كله، وكلهم يقولون له «راح نتصل عليك» وإلى يومك المسكين كلما فكر انه يسوي شي بيلاقي الرد الحازم وغير القابل للنقاش.. لنفترض انه مثلا قرر يشرب شاهي «الحين بدال ما تروح تدور لك على شغلة تنفعك.. جالس تشرب شاهي؟».