قال الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، في خطاب ألقاه من أمام منزله في باب العزيزية بطرابلس إلى الشعب وبثه التليفزيون الرسمي مباشرة على الهواء إنه ليس رئيسا حتى يستقيل «معمر القذافي لا منصب له حتى يستقيل، هو قائد ثورة إلى الأبد». وأضاف أنه لن يغادر ليبيا تحت ضغط الشارع كما فعل رؤساء آخرون، «بندقيتي معي وسأقاتل حتى آخر نقطة من دمي». وقال القذافي في كلمته التي بدا فيها شديد العصبية «لو كنت رئيسا لكنت قدمت استقالتي لكن عندي بندقيتي وسأقاتل حتى آخر قطرة من دمي». أوضح القذافي في خطابه أنه أعطى أوامره إلى «الضباط الأحرار للقضاء على الجرذان» في إشارة إلى المحتجين الذين سيطروا على عدد من المدن. وأضاف مخاطبا الليبيين «اخرجوا من بيوتكم إلى الشوارع، غدا، أنتم يا من تحبون معمر القذافي، معمر المجد والعزة، واقضوا على الجرذان». وتابع «لم نستخدم القوة بعد، وإذا تطورت الأمور سنستخدمها وفق القانون الدولي والدستور الليبي». ودعا إلى تشكيل «لجان الأمن الشعبي في المدن لحفظ الأمن». من جهة أخرى، أفاد مصدر من سلطات الطيران في مالطا أن سلاح الجو الليبي شن عمليات قصف جديدة على مدينة بنغازي شمال شرق البلاد. وأشارت مصادر أخرى إلى أن مدرج مطار بنغازي دمر تماما ولم يعد بالإمكان أن تهبط الطائرات هناك. وأكد مواطن ليبي من المقيمين في بنغازي لوكالة الأنباء الألمانية أن الأوضاع في المدينة التي شهدت أسوأ أحداث عنف منذ بدء الاحتجاجات، بدت أهدأ، أمس، فيما استمرت المظاهرات الاحتجاجية حيث بات المئات ليلتهم قبالة ساحة القضاء الرئيسية في المدينة. وهذا يعني أن الاحتجاجات مستمرة لليوم السابع على التوالي. وقال إن قوات الصاعقة الليبية انضمت للمتظاهرين في بنغازي ووعدت بتحقيق الأمن. وأوضح أن إقالة الحكومة هو مطلب المحتجين الأول لأن هناك الكثير من المجازر التي ترتكب، ولا سبيل لأن يتخلوا عن مطالبهم. وبحسب الشاهد وآخرين، فإن ما لا يقل عن 300 شخص قتلوا في بنغازي خلال احتجاجات الأسبوع الماضي المناهضة للحكومة. وأفاد شهود بأنه من المتوقع أن يكون عدد ضحايا الاحتجاجات المنادية بالإطاحة بالقذافي قد بلغ 150 شخصا في العاصمة طرابلس. ووردت تقارير عن سقوط قتلى في مدن أخرى، لكن يصعب التحقق من حصيلة الضحايا خارج العاصمة بسبب قطع الحكومة للاتصالات ومنع السفر خارج طرابلس. وبحثت جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك الموقف الفوضوي الذي تعيشه ليبيا. في الوقت نفسه دعت نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة لإجراء تحقيق دولي مستقل في أحداث القمع العنيف للمتظاهرين. علاوة على ذلك، أعلن عدد من الدبلوماسيين الليبيين استقالاتهم احتجاجا على الحملة الأمنية التي يشنها النظام الليبي ضد المتظاهرين. من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أمس، تصريحات سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي عن مشاركة مصريين في التظاهرات بليبيا، بأنها «سخيفة». وأضاف «فوجئنا بهذا الاتهام وحملنا الحكومة الليبية مسؤولية الحفاظ على أمن وسلامة المصريين وممتلكاتهم في ليبيا»، وأكد أنه تم تشكيل مجموعتي عمل حكوميتين لتأمين عودتهم إلى مصر. ويقيم في ليبيا نحو 1.5 مليون مصري. وكانت وزارة الخارجية التونسية أعلنت «تضامن الشعب التونسي مع الشعب الليبي الشقيق» وعبرت عن «حزن تونس العميق للخسائر البشرية الجسيمة» داعية إلى حقن دماء الليبيين .