رفض عدد من المواطنين في جازان إخلاء منازلهم التي تعترض استكمال مشروع ربط الجزء الشمالي لطريق الأمير سلطان المزدوج مع الجزء القادم من الجنوب، على الرغم من استلامهم لتعويضات مجزية لنزع ملكياتها لصالح أمانة المنطقة التي تطالبهم بالإيفاء بتعهداتهم بإخلاء المنازل بعد انتهاء المهلة الكافية التي منحت لهم لترتيب أوضاعهم قبل البدء في استكمال المشروع الحيوي الذي سيخفف الكثير من الاختناقات المرورية في شوارع المدينة. وفيما برر السكان رفضهم إخلاء منازلهم بارتفاع أسعار العقارات ومواد البناء هددت الأمانة باتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لإخلاء تلك المنازل ومنها الاستعانة بالأجهزة الأمنية وقطع التيار الكهربائي عنها. وكانت أمانة المنطقة شرعت في تنفيذ المشروع إلا أن بعض المنازل في حي المطار كانت تعترض مسار الطريق بشكل كبير، وبعد سنوات من التوقف بدأت الأمانة في عمل دراسة هندسية تمكنها من سرعة ربط الطريق الحيوي الذي يخدم أهالي المنطقة ويفك كثيرا من الاختناقات المرورية، وتوصلت إلى حصر عدد من المباني والمنازل الحديثة «فلل» التي تقع وسط الطريق ومن ثم نزع ملكياتها من أصحابها وتعويضهم التعويض المالي المناسب للمصلحة العامة. وقد وجد هذا المقترح قبولا من ملاك المنازل التي تم حصرها، حيث تم الاتفاق على منحهم تعويضات مجزية، وقامت على أثرها أمانة المنطقة وكتابة العدل الأولى بجازان بالتسليم الفوري لمبالغ التعويضات لأصحاب تلك المنازل ال 45، مع إمهالهم فترة من الزمن لترتيب أوضاعهم، وإيجاد مساكن بديلة قبل إخلاء منازلهم ليتسنى هدمها وإكمال ربط الطريق. إلا أنه وبعد انتهاء المهلة الممنوحة للمواطنين فوجئت الأمانة برفض عدد كبير منهم الخروج من منازلهم، وطالبوا بمهلة إضافية كافية بعد أن فشلوا في العثور على منازل بديلة أو بناء أراضيهم التي اشتروها. وقال عدد من السكان ل «شمس» إنهم بالفعل كانوا يعتقدون أن إيجاد بديل ينتقلون إليه أمر سهل من واقع التعويضات المجزية التي تسلموها، لكنهم اكتشفوا أن الأمر كان مجرد أوهام وهو ما أدخلهم في حرج الإخلال بتعهداتهم للأمانة بإخلاء المنازل ليتسنى لها استكمال مشروعها، لكن الواقع أجبرهم على هذا. وقال «ع ز» إنه وافق وبكل رضا على إخلاء هذه الفيلا التي يقيم فيها مع أسرته مقابل مبلغ التعويض الذي كان يظنه كافيا لشراء منزل جاهز قريبا من الحي، إلا أن الارتفاع المفاجئ في أسعار العقار والتي وصلت إلى أرقام فلكية أجبره على البقاء في المنزل ومواصلة البحث فلربما يعثر على ضالته بما يناسب مبلغ التعويض. أما «أحمد. ع» فتعرض لموقف مماثل إذ اشترى بجزء من مبلغ التعويض قطعة أرض صغيرة في أحد الأحياء وبدأ في بنائها، إلا أنه لم يعد قادرا على المواصلة بانتظام حيث يتوقف أحيانا لارتفاع تكاليف البناء وأسعار المواد: «فضلت البقاء حتى أنهي بناء المنزل على الرغم من تهديدات لجان الأمانة بسرعة الإخلاء». مصدر مسؤول في مكتب أمين منطقة جازان أكد ل «شمس» أن المدينة في حالة احتياج شديد إلى سرعة ربط امتداد شارع الأمير سلطان الحيوي الذي يعد أهم شارع رئيسي وسط جازان ويجعل الوصول إلى العديد من الأماكن المهمة والدوائر الحكومية أكثر سهولة وقربا. وأشار إلى أن الأمانة حصرت المباني التي كانت تعرقل امتداد هذا الطريق وتم تعويض ملاكها بمبالغ مالية مجزية: «انتظرنا إخلاء منازلهم عاجلا إلا أنهم استمروا في البقاء ما أجبر الأمانة إلى اللجوء إلى السلطات الأمنية لإخلاء منازلهم خصوصا أن المدينة تمر بفترة اختناق وتكدس شديدين في الحركة المرورية ولا حل لإعادة الانسيابية إلا بربط الجزء الشمالي من شارع الأمير سلطان بالجزء الجنوبي