يواجه الزعيم الليبي معمر القذافي واحدا من أشد التحديات منذ أن تولى الحكم قبل 42 عاما، وسط احتجاجات مناهضة للحكومة وصلت إلى العاصمة طرابلس وامتدت إلى بعض الأحياء الغربية بعد أن تركزت خلال الأيام الأخيرة في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا، حسبما ذكر شهود عيان. وقطعت اتصالات الإنترنت في ليبيا حيث يحاول النظام منع المتظاهرين تنظيم أنفسهم والاتصال فيما بينهم، بحسب شركة متخصصة بمراقبة حركة الإنترنت مقرها في أمريكا. وكانت المظاهرات التي انطلقت، أمس الأول، غير مسبوقة مع إعلان منظمة العفو الدولية أن 84 شخصا قتلوا في حملة قمع من جانب الشرطة. وقدرت وكالة الأنباء الفرنسية، استنادا إلى مصادر محلية مختلفة، عدد القتلى ب 41 منذ بداية التظاهرات، الثلاثاء. ومن المرجح أن تثير أي جنازات جديدة لمحتجين قتلى، تظاهرات شجعتها الانتفاضتان في تونس ومصر المجاورتين واللتان أطاحتا برئيسين حكما البلدين لفترات طويلة. ورغم أن هذه الاضطرابات لم تشاهد من قبل في ليبيا، إلا أن مراقبين يرون أن الأوضاع هناك تختلف عن مصر وتونس لأن القذافي يملك سيولة نقدية كافية للتغلب على المشكلات، وأنه سيقاتل حتى آخر لحظة. وكشف أحد المعارضين السابقين يتخذ من بريطانيا مقرا له، ولكن موجود حاليا بطرابلس، في لقاء هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية أنه لا توجد بالتأكيد انتفاضة عامة. وأدت السيطرة الحكومية الصارمة والقيود المفروضة على وسائل الإعلام إلى الحد من كم المعلومات الواردة بشأن الاضطرابات.