وصلتني عبر الإيميل قصة عن شاب تقدم بطلب لقبوله في ثلاث جامعات تحتل المركز الأول والثاني والثالث على التوالي من حيث الأفضلية فرفضته الجامعة الثالثة، واعتقد أن الجامعتين الأولى والثانية سترفضه من باب أولى، وبعد أيام رفضته الجامعة الثانية فعلا، فقفز من فوق أحد الجسور منتحرا.. بعد عدة أيام جاء قبوله في الجامعة الأولى! كثير منا يسقط في حفرة الإحباط واليأس، هروبا من مواجهة إخفاقاته وفشله في حياته، وكم من أسرة انهارت بسبب يأس الأب وخذلانه.. وكم طالب انتهى مشواره الدراسي بسبب فشله في مرحلة ما، وقصص الجروح والإحباطات عديدة. ما لا يفهمه البعض أن الحياة ستفقد معناها الحقيقي لو سارت كما نحب، فهي تتكون من عدة مراحل، وكل مرحلة قد تكون أصعب من التي قبلها، فيجب على من يريد النجاح أن يقبل التحدي ويمضي في حياته لتحقيق أحلامه. المخترع الشاب مهند أبو دية درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قسم هندسة الفضاء، لديه براءات اختراع من ضمنها «صقر العروبة» تستطيع الوصول إلى أعمق نقطة في المحيط وتغلبت على الغواصة اليابانية شنكاي. وفي لقاء تليفزيوني سأله المقدم كيف استطاع أن يكمل مشواره في الاختراع والبحث، رغم أنه كفيف «فقد بصره بسبب حادث».. فقال إنه يعتبر الحياة كلعبة البلاي ستيشن، حيث إنه في كل لعبة مرحلة أصعب من التي قبلها يجب على اللاعب أن يتجاوزها. وقال إنه كالسهم يجب أن تشده ظروف الحياة للخلف كي ينطلق للأمام، لقد حطم المخترع أبو دية معنى الإحباط تماما فبعد أن كف بصره ألقى أكثر من 100 محاضرة جماهيرية وأخذ اعتمادات دولية لتدريب الاختراع من مراكز أوروبية ودولية، وأسس المركز السعودي لثقافة الاختراع، يظهر لي أن المبدعين يعتبرون الحياة لعبة فيها المتعة والتسلية عندما يدرسون ويبحثون ويتعلمون، ولكن لعبتهم تختلف تماما، فهم شخصيات تلعب في ميدان الحياة من أجل خدمة البشرية.