كم مرة خرجت للتسوق وتبقى لك نصف ريال ثم طلب منك المحاسب أن تأخذ أي شيء يعادل قيمة هذا «النصف ريال»، أو قد يكون اعتاد مع الوقت على وضع ما قيمته «نصف ريال» ضمن أكياس مشترياتك دون حتى أن يستأذنك!. وفي كل مرة تأخذ أشياء بقيمة هذا النصف لا تحتاج إليها مثل علك مليان سكريات ومواد ملونة أو حلوى بطعم غريب يشبه طعم ظهر سلحفاة. بالمناسبة لم ألحس ظهرها من قبل! أو منديل رغم أنك تحمل في جيبك وسيارتك المنديل نفسه، أو بسكويت غير قابل للهضم. في النهاية تحصل على سلعة لن تحتاج إليها، وستدفع ثمنها دون أخذ رأيك، وربما تخجل أو لا تهتم بطلب حقك! عزيزي ألا تشعر أنك سُرقت! الحل السحري لهذا «المرض الاجتماعي الاقتصادي» المتفشي هو أن تطلب النصف ريال، أن تتعود على قول هذه العبارة العظيمة «أعطني النصف». نعم ليس من حق البائع أن يفرض عليك شراء سلعة، سواء كنت تحتاج إليها أم لا، فالشراء رغبة لدى المستهلك لا يملك أحد أن يفرض عليك هذا التسلط، وهذه السرقة المؤدبة بتلك الطريقة. الحصول على النصف ريال هو أولى الخطوات في تقويم وتربية سلوكك المالي، إذا كنت ممن يصرخون في آخر الشهر بالعبارة الشهيرة «وين راح راتبي؟»، فتأكد أنك تصرف أموالك دون أي مبالاة. حسنا لنفرض أنك تحتقر هذا النصف ريال مرة كل يوم ولا تهتم باستعادته. هذا يعني ريالا كل يومين، بمعنى 15 ريالا في الشهر، و 180 ريالا في السنة.. أعلم أنه مبلغ صغير لا يكاد يغطي اشتراك صحيفة، لكن ما قصدته في هذا المثال ينطبق على كل أموالك التي تصرفها ولا تلقي لها بالا.. سواء كان المبلغ كبيرا أم صغيرا، فأنت تحتاج إلى مراقبة أموالك وحساباتك بانتظام. وحسب تقييمك لمعدل صرفك وللمبالغ «الطفسة» في نظرك التي تصرفها دون مبالاة قم بحساب لما تصرفه في الشهر ثم السنة وتأكد بنفسك، وستجد إجابة لسؤالك «وين راح راتبي؟». كثيرون يتهاونون في نصف الريال، ما رأيكم أن ننزل لدرجة أقل منه؟ ما رأيكم في «الهللة»؟ نعم نريد أن نحلل الريال تحليلا! لن أطيل في الحديث عن الهللة، إذ سبق لي أن أسميت الصيدليات العاملة في السعودية ب «اقتصاد الهلل». انظرو إلى تسعيرات الدواء 12 ريالا و20 هللة.. أنت تدفعها مجبرا 13 ريالا ولن تطلب ال80 هللة المتبقية لعدة أسباب، لن أتحدث عنها الآن، لذلك لن تجد في المملكة صيدلية للتقبيل، الجميع يريد يغرف من اقتصاد الهلل! فوائد استرجاع النصف ريال: • ستتعلم ادخار المبالغ الصغيرة. • اجعل طفلك يقوم بهذه المهمة حتى تربي فيه ثقافة الادخار. • ستكون مدبرا جيدا للمال عندما تنظر في آخر الشهر وتجد أن هناك 30 أو 50 ريالا كانت ستذهب سدى! • المال بالذات لا بد أن تطبق عليه قاعدة «الاهتمام بالجزئيات الصغيرة» وهكذا ستتعلمها! • بكل تأكيد ستجد حلا لأي فاتورة شرائية مستقبلا، يكون نصف الريال مقرونا بها، لديك بنك من هذا النصف. • لن تجبر على شراء سلع لن تحتاج إليها. • ستربي في نفسك ثقافة «عدم قبول السلعة التي لا تحتاج إليها». • كلما كنت متمسكا جيدا بنصف الريال، ستكون متمسكا جيدا في باقي أمورك المالية! • من اعتاد التفريط في نصف ريال بلا مبالاة، ربما مع الوقت يفرط في مليون باللامبالاة نفسها! • وأهم فائدة لن تكون مضطرا إلى لحس ظهر السلحفاة، وأكل البسكويت العجيب! فكر فيها وجربها مدونة سفر بن عياد http://fkker.blogspot.com