دعا أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمس، لانشاء دور سينما في السعودية، كاشفا على ضوء مؤتمر صحفي عقده في الرياض، بأن الحاجة ماسة إلى إنشاء دور سينما في الوقت الحاضر، لمواكبة الحراك الفني والاجتماعي، خصوصا أن السينما تطرح موضوعات مهمة، من شأنها الإسهام في حل كثير من القضايا، وألمح الأمين إلى أن الأمانة ليس لديها دراسات في هذا الصدد، لكنها لا تمنع القيام بذلك مستقبلا، مشيرا إلى أنه في حال الموافقة على الإنشاء؛ سيتم ضبط كل ما يعرض فيها، وسيكون هذا الدور منوطا بوزارة الثقافة والإعلام. من جانبه، اعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع، أنهم في الوزارة لم يدرسوا خلال الفترة الماضية ملفات تتعلق بإنشاء دور للسينما في السعودية، مضيفا أن الموضوع لم يطرح بصفة رسمية، وعلق: «بناء على ذلك لا تعليق لدي حول هذا الموضوع». توظيف الشباب واعتبر رئيس جمعية المنتجين السعوديين محمد الغامدي، أنهم يعملون بشكل جاد على إيجاد دور للسينما في السعودية، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة للتصريح بذلك، مشيرا إلى أنهم يرتبون لقاء قريبا مع أمين منطقة الرياض، يطرحون من خلاله عددا من الأفكار والخطط، من بينها إنشاء دور للسينما في السعودية. وأكد الغامدي أن السينما فن راق، ووجوده لا يتعارض إطلاقا مع التركيبة الاجتماعية للبلد: «نحن في جمعية المنتجين نشاطنا لا يقتصر على الإنتاج التليفزيوني فحسب، بل لدينا اهتمامات سينمائية، وإنشاء هذه الدور في الوقت الحاضر سيساعدنا كثيرا، وسيجعلنا نعمل بشكل أفضل»، مضيفا أنه لا محاذير في الأعمال السينمائية وبالإمكان السيطرة على ما يعرض بالتالي لا مخاوف منها إطلاقا. وأشار رئيس جمعية المنتجين، إلى أن الطفرة الإعلامية الكبيرة التي تشهدها المملكة منذ ما يزيد على خمس سنوات، ستعجل بهذا الموضوع، وستجعله واقعا خلال سنوات قليلة قادمة، مضيفا أن جميع الشركات والمؤسسات الفنية، على استعداد لدعم السينما في السعودية؛ لامتلاكها جميع المقومات لإنجاحها، وما ينقصنا في الوقت الحاضر فقط هو دور العرض. ولم يفوت الغامدي الفرصة في الحديث عن السينما، بالتأكيد على أن إقرار ذلك سيكون من شأنه توظيف مجموعة كبيرة من الشباب، والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم. أكاديميات متخصصة ويعتبر مدير مهرجان جدة السينمائي المخرج محمد سالم أن دور العرض هي العمود الفقري للإنتاج السينمائي، مضيفا أنه «لا يمكن أن تنشط الحركة السينمائية في ظل عدم وجود دور عرض»، وأكد أن هذه الدور من شأنها إعادة الفيلم السعودي المهاجر ليقدم نفسه في الداخل بالصورة التي يأملها صناع السينما، ويطالب بتوفير مناخ جيد للعمل السينمائي بتعاون جميع الجهات المختصة لتكوين أرضية خصبة: «بعد أن نضمن استمرارية الإنتاج والعرض السينمائي يمكننا التوجه نحو إنشاء أكاديميات متخصصة لفنون السينما وتطوير مهاراتنا كمنتجين وصناع للسينما وكذلك الاهتمام بالجيل الجديد الذي يحتاج إلى التأهيل بشكل علمي». وأشار مدير مهرجان جدة السينمائي إلى أن المنتجين لا تنقصهم الخبرة، فسبق لهم إنتاج أفلام عربية وكل الإمكانيات متوافرة، وما يحتاجونه فقط هو المناخ الصحي لتقديم أعمال قادرة على المنافسة في المهرجانات الدولية وحصد الجوائز. وأكد أن جميع المجتمعات تنقسم حول السينما وليس المجتمع السعودي فحسب، موضحا أن الحل يكمن في تخصيص جهة رقابية أو قطاع معين يضع ضوابط ومعايير يمكن من خلالها استثمار دور العرض والعمل السينمائي بالصورة المثلى. وفيما إذا كانت وزارة الثقافة والإعلام بمفردها قادرة على القيام بذلك أجاب: «الوزارة قادرة على ذلك، والوزير من الشخصيات البارزة التي تدعم الحركة الإنتاجية في المملكة». وبخصوص الزمن الذي تحتاج إليه السينما السعودية لتصل عربيا، علق: «دور العرض هي التي تقيس ذلك، إلى جانب الجهة الإدارية التي تتولى القطاع السينمائي، وأعتقد أننا لن نحتاج إلى كثير من الوقت فكل الإمكانيات موجودة، والجمهور سيكون هو الرهان الحقيقي لإنجاح هذه المشاريع». لست متفائلا واعتبر الشيخ والقاضي السابق محمد الجذلاني أن إنشاء دور السينما في السعودية من القضايا الجدلية في المجتمع السعودي، مؤكدا أنه لا حاجة لها كون السينما دخلت كل بيت عبر القنوات الفضائية التي وصلت إلى الجميع، داعيا إلى عدم التدقيق والخوض في تفاصيل هذه الأمور التي وصفها بالصغيرة، مشيرا إلى أن في المجتمع قضايا أهم تستحق التناول والبحث، وقال إنه غير متفائل إطلاقا بإنشاء دور للسينما في السعودية خلال الفترة المقبلة بحجة أن «العادات والتقاليد الموجودة في المجتمع السعودي هي التي تتحكم في الأمور»