لا تزال تداعيات الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في مصر تلقي بظلالها وتحتل مكانة بارزة في الصحف البريطانية. وتناولت ال «ديلي تليجراف»، أمس، الأوضاع الحالية التي يعيش فيها الرئيس السابق حسني مبارك بمنتجع شرم الشيخ. وقالت، نقلا عمن أسمتهم مصادر مقربة إن «مبارك مريض وقد أغمي عليه عدة مرات». ونقلت الصحيفة، في التقرير الذي أعده مراسلوها من شرم الشيخ والقاهرة، عن المصادر أن مبارك صار في حاجة إلى مساعدة على المشي وصحته تدهورت. كما نقلت التليجراف عن السفير المصري في واشنطن سامح شوقي أنه أبلغ بأن صحة مبارك تدهورت. لكن شوقي لم يستطع الإدلاء بأي تفاصيل أخرى. وكانت بعض الصحف المصرية أشارت إلى أن مبارك مريض ويرفض تناول العلاج بسبب الحالة النفسية السيئة التي يعانيها، وبلغت حد الاكتئاب، وأنه يصر على عدم مغادرة مصر تحت أي ظروف. وكشف مصدر رسمي أن حرسه ما زال موجودا في المقر الرئاسي بشرم الشيخ. وأوضح مصدر آخر أن فريقا طبيا وصل منذ يومين لعلاج مبارك بعد إصابته بنوبات غيبوبة متكررة. وإذا كانت ال «ديلي تليجراف» ركزت على وضع مبارك، فقد أفردت ال «تايمز» زاوية تحليلية بشأن الدولة التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس السابق إذا قرر الرحيل من مصر. وتساءل الكاتب روجر بويز في عنوان مقاله «إذا حلق النسر، ترى أين يحط؟». وأوضح أن الشائعات بشأن مكان اللجوء ذكرت ألمانيا، وأمريكا، وبريطانيا، وبعض الدول العربية. ويضيف بويز «للدكتاتوريين الفارين ثلاث أولويات: الأمن وإمكانية الحصول على المال والرعاية الطبية». ويرى الكاتب أن ألمانيا صارت إحدى الدول المرشحة لأن مبارك ظل يتلقى فيها العلاج لبعض المشكلات الطبية التي يعانيها. ثم انتقل إلى احتمال لجوء مبارك إلى بريطانيا، حيث يشير إلى عدم ترجيح هذا الخيار بعد ورود أنباء عن إجراءات بريطانية ضد أرصدة مبارك. لكنه يعود فيقول إن خيار بريطانيا «منطقي» بالنسبة إلى مبارك، مشيرا إلى أن زوجته سوزان بريطانية الأم. ويرى بويز أن أمريكا يمكن أن تكون «مكانا للراحة»، متسائلا: «هل يمكن أن تقدم واشنطن ملاذا لمكافأة حليف طويل الأمد؟».