تعيش الدراما السعودية موسما استثنائيا يتواكب مع التنظيمات التي تشهدها جمعية المنتجين السعوديين، وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية بتجل حول الأعمال التي ستقدمها في الموسم الرمضاني المقبل، إلا أن التوقعات تشير إلى وجود تعاونات وتحالفات جديدة في الوسط ربما يشهدها للمرة الأولى، ولعل أبرز ما يمكن ملاحظته في الفترة الحالية هو غياب الخلافات الفنية بعد الصلح الأخير الذي تم بين مجموعة من الفنانين بعد فترة من الشد والجذب الذي كاد يتطور إلى أمور لا تحمد عقباها، حيث عادت العلاقة مجددا بين الفنانين فايز المالكي وحسن عسيري مع بوادر عودة جديدة في الموسم المقبل، كما أنهى المالكي خلافه الأزلي مع الفنان عبدالرحمن الخطيب وأعاد شيئا من الثقة إلى علاقته بالمخرج عبدالخالق الغانم بعد حرب التصريحات الإعلامية في الشهرين الماضيين. وإذا ما استثنينا الخلاف المتجدد بين المخرج عامر الحمود مع نجمي الدراما السعودية عبدالله السدحان وناصر القصبي فإننا أمام موسم استثنائي وصحي للتعاونات الفنية بعد أن كانت هناك بعض العوائق التي تمنع حضور فنانين في أعمال منافسيهم. حيث علمت «شمس» أن المالكي ينوي إنهاء خلافه مع الخطيب بشكل نهائي من خلال دعوته للمشاركة «ضيف شرف» من خلال إحدى حلقات عمله المقبل الذي من المرجح أن يكون الجزء الثاني من مسلسل «سكتم بكتم»، كما سيعود المالكي للظهور عبر شاشة ال «إم بي سي» بعد أن غاب عنها العام الماضي بعد رفضه المشاركة في مسلسل «بيني وبينك» مع المنتج حسن عسيري. هذه الأجواء الخالية من المشكلات تعطي انطباعا جيدا لدى المشاهد المحلي الذي أصبحت تتكرر لديه في الأعوام الأخيرة مشكلات الوسط الفني بصورة لم تكن موجودة في الأعوام الماضية وبشكل لم يعهده فيما مضى، وربما يعود الأمر إلى وجود روح التنافس والعوائد التي تمنحها الفضائيات الباحثة عن المعلن السعودي من خلال استقطاب الأعمال المحلية التي تدر أرباحا كبيرة على الفضائيات الخليجية في الموسم الرمضاني. من جانب آخر علمت «شمس» أن عددا من المنتجين يستعدون لموجة التعميدات الجديدة التي سيمنحها التليفزيون السعودي لعدد من المؤسسات والشركات التي تتنافس للفوز بأعمال رمضان وذلك في أعقاب تصريح عبدالرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التليفزيون ل «شمس» التي أوضح من خلالها أن الباب لا يزال مفتوحا وجميع فرص التعميد لا تزال بيد القناة الأولى التي تطمح لكسب ثقة المشاهد السعودي بعد أن استطاعت سحب البساط من عدد من الفضائيات الخاصة. هذه العوامل ستكون في صالح المتابع السعودي الذي أصبح يتفاعل مع الدراما المحلية بشكل إيجابي ويملك أدوات نقد خاصة به، بل ويقيم الأعمال من وجهة نظر تخصه ومن خلال ثقافة تراكمية اكتسبها عبر أعوام، وهذه الروح هي ما تجعل المنتجين يلتزمون بتقديم أعمال تتواكب مع المستوى الفكري والثقافي لمشاهد لا يقبل بأنصاف الأعمال بل عودنا أن يدير ظهره للقناة متى ما وجد أن هذا العمل أو ذاك يحاول الاستخفاف به أو تقديم ما هو دون المستوى المأمول، والنقطة الأخيرة يعيها كثير من الفنانين والمنتجين الذين حاولوا أن يلعبوا ب «الحجر والبيضة» إن جاز لنا التعبير أمام الشارع الذي تطور دراميا بل وأصبح يتجاوز مسألة الأبطال والقصة إلى ما هو أبعد من أمور فنية وتقنية. بقي لنا أن ننتظر الأيام المقبلة التي قد تشهد مزيدا من التنافس الإنتاجي أمام أروقة التليفزيون السعودي الذي ستكون الخيارات متاحة أمامه لانتقاء الأفضل بشكل أكثر أريحية من العام الماضي .