حاولت صحيفة ال«جارديان» البريطانية، أمس الأول، رصد الملامح الأولية للمحطة الجديدة من حياة الرئيس المصري السابق حسني مبارك المتواجد في منتجع شرم الشيخ الواقع على البحر الأحمر منذ تنحيه عن الحكم، الجمعة الماضي، وذلك حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية على الإنترنت. وفي تقرير بعنوان «الرئيس المهزوم يتكيف مع حياة العزلة على الواجهة البحرية»، تروي المراسلة هارييت شيروود، كيف نجحت في الوصول إلى مدخل الفيلا الخاصة بعائلة الرئيس في المنتجع الهادئ، والذي يبعد مئات الأميال عن ميدان التحرير بالعاصمة القاهرة، مركز الزلزال الذي أطاح بنظام مبارك؛ وكيف أنها علمت يقينا أنه موجود بالفعل من خلال دردشة قصيرة مع أحد ضباط الأمن بالمقر الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة. تسأل المراسلة: «هل مبارك موجود بالداخل؟». تأتيها الإجابة بشكل عفوي ومقتضب على لسان الضابط الذي يرتدي زيا مدنيا: «نعم موجود». هل يحب الرئيس أن يتحدث إلى الصحافة؟. «لا». هكذا دار الحديث المتحفظ للغاية من المراسلة، التي تجرأت واقتحمت مقر الشخص الذي كان حتى الأمس القريب رئيسا لأكبر دولة عربية. ترتسم فجأة علامات الخوف والحذر على وجه الضابط الذي ربما أحس بأنه تبرع بتقديم أكثر مما ينبغي من المعلومات المتعلقة بصاحب البيت، تقول شيروود. «حراسة أمنية مشددة وتعتيم إعلامي كامل على كل ما يحيط بسكن الرئيس السابق وخطط تحركاته للمرحلة المقبلة: كلاب بوليسية، تفتيش لكل شخص أو شيء يقترب من المكان». وتوضح أنها قصدت المكان سعيا للحصول على إجابات تتعلق بمبارك، فوجدت نفسها مضطرة لتقديم إجابات عن الكثير من الأسئلة التي انهالت عليها من ضباط الأمن: «اسمك، جنسيتك، اسم مؤسستك الإعلامية، سبب مجيئك إلى هنا»، وأسئلة كثيرة أخرى. تعود بعدها المراسلة بخيبة أمل لتصف كيف وجدت منتجع شرم الشيخ شبه المهجور، رغم أنه يعج عادة بآلاف السياح الذين ينشدون شمسه الدافئة وشواطئه الجميلة في مثل هذه الأيام من كل عام، وتنقل عن إحدى الزائرات قولها: «إنهم لا يريدون أي مشكلات هنا، فهم يعتمدون على السياحة». أما الناطور ناصر، فله رأي بالساكن الجديد في المنتجع، أي مبارك، إذ يقول: «نحن حزينون للغاية أن نراه يرحل. لقد كان رجلا صالحا. وعلى الحزانى منا على فراقه أن يظلوا صامتين».