خاضت عشر طالبات من إحدى المدارس الثانوية بالخبر تجربة حية في مجال التدريس للصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائية، وهن لا يزلن على مقاعد الدراسة، في مشروع مدرسي واعد أطلقن عليه اسم «مشروع المعلمة الصغيرة» جاء حصيلة أفكار مجتمعة ومبتكرة لتجربة واقع التدريس وكيفية التواصل مع الطالبات، وتلمس أبرز الصعوبات التي تواجه من يعمل في سلك التدريس. دينا فيصل «إحدى الطالبات المنفذات لمشروع المعلمة الصغيرة» أوضحت ل «شمس» أن فكرة قيام طالبة لا يتجاوز عمرها 16 عاما بتدريس طالبات المرحلة الابتدائية، بحد ذاتها، فكرة فريدة من نوعها ومحفزة للتطبيق على أرض الواقع، وهو ما حدث ليوم دراسي كامل في إحدى المدارس الابتدائية في الخبر «وجدنا كل ترحيب وتفاعل من الطالبات، وبعد أن كان في الوهلة الأولى محل استغراب وتخوف، سرعان ما تحول إلى إعجاب سطرته أقلام الطالبات قبل انصرافنا كنوع من قياس رجع الصدى لديهن». وأكدت دينا أن اعتمادهن على طريقة التدريس التفاعلية عبر الشرح بالبروجكتر وتوزيع أوراق عمل مختلفة تماما عما هو معمول به، نجحت في كسب استجابة الطالبات نحو ما يتم شرحه « درسنا ثلاثة فصول من المرحلة الابتدائية بواقع معلمتين لكل فصل ولخمس مواد دراسية». وترجع أسباب اختيارهن مجال التدريس إلى رغبتهن العارمة في إضفاء عمل مميز لمدرستهن يخدم احتياجات الطالبات ويوظّف موادهن الدراسية فيه. وتابعت «كانت فكرة المشروع هي تدريس طالبات الثانوي لطالبات الابتدائي، وذلك لتوصيل ما درسنا للطالبات من دروس مشتركة بيننا بشكل مبسط ولنثبت للمعلمات أننا استفدنا مما درسنا خلال هذه الأشهر، وكيفية شرح الدروس التي نستخدمها في أغلب المواد، ويكون هذا بتفعيل جميع أو أغلب المواد الدراسية أثناء عمل المشروع»، مشيرة إلى أنه بعد أخذ موافقة مديرة المدرسة وكذلك مديرة المدرسة الابتدائية التي سنذهب إليها ورأي المعلمات بدأ العمل بتوزيع المواد على الطالبات بواقع طالبتين لكل مادة دراسية واحدة، ومن ثم تم وضع خطة لطريقة التدريس أو الشرح للطالبات والأسلوب المستخدم في التدريس «لدى عضوات المشروع جداول دراسية وقد تم ربط المشروع بأغلب المواد الدراسية، حيث يوجد من بعض موادنا ما يرتبط بموادهم من دروس». وأكدت فيصل على أن خوض التجربة في مجال التدريس غير ما هو مرسوم في أذهانهن عن هذه المهنة، إلا أنه لم يغير توجهاتهن المستقبلية، على حد تعبيرها «لكل طالبة طموحها الذي حددته وهذه التجربة أفادتنا في تغيير وجهة نظرنا نحو التدريس، إلا أنها لم تسهم في خلق صورة ذهنية عن مهنتنا مستقبلا، فما يدور في فلك تفكيرنا هي التخصصات العملية من هندسة وإدارة وخلافه ويظل التدريس غير مرحب به كثيرا بيننا كطالبات» .