معظم الكتاب الرياضيين الذين أصبحوا «نجوم شباك» في هذه المرحلة.. هم في الحقيقة لا يعون المفهوم الحقيقي للعمل الإعلامي.. باعتبارهم لم يمارسوا هذه المهنة.. ولم يخوضوا غمارها يوما ما.. ولم يجربوا متعتها الحقيقية.. ولم يتعايشوا معها بالشكل الذي يؤهلهم للحكم بكل مصداقية على عمل الصحافة الرياضية.. ولم.. ولم.. إلخ.. الأمر الذي يعني أن «فاقد الشيء لا يعطيه».. ولا يجب أن ننتظر من الكاتب الذي دخل المجتمع الرياضي من الأبواب الخلفية.. أن يقدم لنا تصوراته عن عالم يجهله من الأساس.. أو أن «يفتي» في أمور لم يمارسها في حياته.. هذا هو الواقع الذي يسير عليه معظم كتابنا.. الذين انشغلت بآرائهم الجماهير.. رغم أنهم في الواقع لا يملكون أكثر ما تملكه الجماهير نفسها.. فهو مشجع استطاع بالشفاعة والواسطة والدعم من إحدى الشخصيات.. أن يكون كاتبا مدافعا عن فريقه المفضل في إحدى الصحف.. ليتحول مع تقدم الوقت.. إلى بطل يشار إليه بالبنان.. رغم أنه لم يدخل «المطبخ الصحفي» طوال هذه الأعوام.. وليس لديه اطلاع على أبجديات الدورة اليومية للصحافة الرياضية.. ولأنه بالمثال يتضح المقال.. فإن الكاتب النصراوي «محمد الدويش» هو أبرز الأسماء التي يمكن أن ينطبق عليها الكلام السابق.. فهو رغم شهرته الواسعة.. وأعوامه الطويلة التي قضاها كاتبا فقط.. لكنه يجب أن يكون في آخر الصف عندما يتطلب الأمر رؤية عميقة وفاحصة للعمل الصحفي بآلياته وتقنياته المختلفة.. على اعتبار أنه لم يمسك القلم يوما ما في سبيل الكتابة الخبرية.. واقتصرت علاقته طوال 40 عاما على إرسال مقالاته بالبريد والمناديب أولا ثم بالفاكس.. ولا أدري هل واكب التطور التكنولوجي أخيرا أم لا؟.. ومثل الدويش كثير من الذين اكتفوا بالكتابة.. ولم يخوضوا التجربة الصحفية التي ستكسبهم الكثير من القناعات والرؤى الناضجة بدلا من التقوقع حول نظريات أكل الدهر عليها وشرب.. فالدويش وأمثاله.. لا يزالون يتحدثون عن الإعلام من الزاوية الضيقة التي تكشف لنا مدى تأثير ابتعادهم عن العمل الصحفي على تنامي وتطور أفكارهم ومسايرتها للعصر.. لاحظوا.. فهناك الكثير من الكتاب يتحدثون عن الإعلام بنظرة قاصرة تتطابق تماما مع ما تردده الجماهير في المدرجات..!