يتناول فيلم «The Social Network» قصة نشوء موقع الفيس بوك الشهير لصاحبه مارك زكربيرغ، وفي أحد المشاهد يرفض مارك رأيا من شريكه قائلا: «ما زلت أجهل ماهية إمكانيات وحدود فيس بوك»! ويبدو أن العديد من الشباب العربي كذلك تفاجأ، فبعد أن كانت البداية للعديد منهم هي التواصل أو «التميلح» ثم إدمان ألعاب «الفارم فيلي» و «مافيا» وغيرها، جاء زمن الاحتجاجات والرغبة في التغيير، ومع عشق العرب للتقليد واستنساخ الظواهر، أنشأت مجموعات في دول عربية مختلفة صفحات على الفيس بوك لمساندة ما حدث في مصر وقبلها تونس، وهي محاولة من الشباب لاكتشاف القوة الكامنة في مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر ويوتيوب لا تزال في أول الطريق، فهي كما توفر «الوعي» توفر أيضا «الانقياد الأعمى». يتحصن بعض المسؤولين خلف مكاتبهم بعيدا عن قيامهم بخدمة المواطن الذي كان سابقا يبحث عن «صحفي» جريء و«صحيفة» صوتها قوي لا تخاف، لتنشر معاناته، بعد أن أخبره ذاك المسؤول «أعلى ما في خيلك اركبه»! حاليا اختلف الوضع، جل ما يحتاج إليه الموضوع هو كاميرا جوال أو تسجيل صوتي واضح لرد المسؤول ليكون اليوتيوب هو المستقر إلى حين فضيحة، ثم إنشاء صفحة على الفيس بوك للمطالبة بمحاسبة هذا المسؤول، وسيتكفل الرعية في «تويتر» بالباقي!. لدينا هنا جانب واحد من القضية وطرف يمتلك زمام الشبكات الاجتماعية وروحها، في حين يقبع الطرف الآخر متوجسا لا يعرف كيف يواجه هذا الطوفان والتهديد، ومواقع إخبارية إلكترونية أقرب للفضائح، ورأي عام ينتحل اسمه الجميع! هناك تغير في مفاهيم الجيل الجديد، ووعي أكثر تجاه حقوقهم على الوطن، وحقوق الوطن عليهم، وليس هذا شيئا طارئا أو دخيلا، لذلك يبدو أن الجملة الشهيرة «اكتب يا حسين» للفنان عادل إمام في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» ستتغير قريبا إلى «انشر يا حسين» أو «توتر يا حسين». مدد: الشغف هو وقود الإعلام الاجتماعي!