لم يتبق سوى أن تهتف جماهير النصر باسم الحكم مطرف القحطاني بعد أن حيته في نهاية المباراة ورد التحية بأحسن منها .. حيث منح النصر ضربة جزاء خيالية حسمت المباراة لمصلحة النصر في وقت مهم من لقاء القادسية.. ليقدم للنصر خدمة كبيرة سهلت مهمته كثيرا؛ لينتقل للدور الثاني في مسابقة كأس ولي العهد .. ما فعله مطرف في لقاء القادسية أكد الأحاديث التي بدأت تظهر حول التسهيلات التي من المتوقع حصول النصر عليها، خصوصا بعد تسجيل اللاعب الكويتي بدر المطوع وسط غموض حول المطالبات المالية المترتبة على الإدارة النصراوية لأكثر من لاعب لدى لجنة الاحتراف.. تكليف مطرف بحد ذاته أثار المخاوف كون الحكم الأكثر أخطاء وإيقافا ما زال ناشطا، ويحظى بثقة لجنة الحكام بطاقمها الأصفر، والمكون من المهنا و العمر و محمد سعد بخيت.. ليؤكد مطرف هذه المخاوف وهو يخرج موجها التحية لجماهير النصر في حركة غريبة، تعبر عن ارتياح الحكم لما فعله في اللقاء ومبادلة الجماهير الصفراء الفرح والسعادة.. والحقيقة أن الوضع التحكيمي الذي تعيشه الكرة السعودية بات مقلقا في ظل الأخطاء الفادحة التي ترتكب وتمر مرور الكرام دون حسيب أو رقيب.. لتصل حد «المجاهرة» بالفرح والانتصار لفوز فريق على حساب آخر من قبل حكم المباراة نفسه، وهذا وضع لا يمكن أن يرضي أي محايد يبحث عن نزاهة المنافسات وعدالتها .. ولعل الأمر الأغرب هو دفاع زميله الحكم السابق علي المطلق عن حركة الحكم حين قال في برنامج صافرة إن السلام سنة ورده واجب(!!) ليعبر عن غياب الفكر أولا والمحاسبة ثانيا والرضا العام الذي خلقه مطرف جراء قيادته للقاء النصر في أوساط الحكام، وبالتالي اللجنة الموقرة.. ولذلك يحق للمتابع أن يؤكد كل ما يقال هنا وهناك حول تحول الحكام لطرف مؤثر في نتائج المباريات وبشكل مكشوف، واعتبار ذلك أمرا طبيعيا طالما هو لمصلحة النصر .. ولعلنا نتذكر الضجة التي أثيرت حول الحكم العريني واتهام شقيقه بتشجيع الهلال دون أن يحدث منه ما يؤكد ذلك، في حين يفعل مطرف القحطاني أشنع من ذلك بكثير ويحظى بتحية الجماهير واللجنة على ما فعلته .. ليزداد الألم والمعاناة لدى الباحثين عن العدالة والمنافسات الشريفة وعدم تدخل الحكام بشكل مباشر في تغيير نتائج المباريات.. وطالما الأمر كذلك فلا أمل في تحسين الأوضاع طالما مرت حركة مطرف وأخطاؤه الفاضحة كسابقتها لتسجل ضد مجهول وتبقى الآراء الباحثة عن إلصاق التهمة بالهلال قائمة حتى إشعار آخر.