منذ جسّد الممثل العربي منذر رياحنة دور أبي مسلم الخراساني، والشخصية تتشكل بصورها وأدوارها وتداعياتها وتسلسل التاريخ المجيد لهذا الرجل في ذهني من فترة لأخرى. أبو مسلم كان أحد العبيد تبناه إبراهيم بن محمد وقال مقولته التي شكلت نقلة لهذا الشخص، حين صرخ فيهم وقال: «أبو مسلم منا آل البيت». ثم سافر إلى بلد مشتت.. تجوبه الفرق ويسوسه الرجال تلو الرجال، وبحنكة القائد الداهية، استطاع أبو مسلم أن يخضع خراسان للحكم العباسي. كان يزور القبائل ويوقع بينهم، وكان له صرخة في الحروب تنزع القلوب من الصدور.. وقيل إن أصله خراساني واسمه إبراهيم وقيل اسمه عبدالرحمن، ومهما يكن فالكنية غلبت المكنى.. ويبقى عبر التاريخ اسم أبي مسلم لامعا في سماء الدولة العباسية كأحد أعمدتها التي ركزت وثبتت فوقها. لكن الغريب في أبي مسلم.. أنه مات وعمره 32 عاما فقط! ومع ذلك، كان له صولات وجولات في الحروب، قتل خلقا كثيرا يحلو للمؤرخين أن يربطوه بعدد قتلى الحجاج بن يوسف الثقفي. كان لا يبتسم، وكان مكفهر الوجه دائما.. وله هيبة كبيرة وزاحم موكبه موكب أبي جعفر المنصور في الحج حتى علم بخبر وفاة الخليفة وهو هناك، فجاء لأبي جعفر وعزاه ولم يبايعه على الخلافة في القصة المشهورة! قصة قتله ترويها الكتب.. وتحكي قصة دهاء المنصور الذي كان يجد على أبي مسلم منذ نشأة الدولة العباسية.. احتال في آخر عهده على أبي مسلم وأمنه على نفسه وماله وأهله حتى إذا دخل عليه في خيمته في المدائن، لم يتوان أبو جعفر في قطع رقبته وإنهاء مسيرة شخص عظيم سطر اسمه عبر التاريخ. هناك من اتهمه أنه مجوسي ولا تثبت تلك التهم وتبقى حكايا وقصص تروى عنه كثيرة، لكن الممثل منذر رياحنة استطاع بحق أن يجسد شخصية أبي مسلم الخراساني. مدونة: محمد الصالح